حكم تأخير ذبح الهدي

منذ ثلاث سنوات أديت الحج تطوعاً وقد أحرمت متمتعة وبعد رمي الجمار بأربعة أيام اشترى لي والدي الهدي وطلبت منه أن يوزعها على الفقراء المتواجدين عند المجزرة بعد ذبحها لكنه لم يجد أحداً هناك منهم، فأتى بها إلى الحجرة التي نقيم فيها وقد تأخر مجيئه فلم تتمكن والدتي من تقطيعها إلا بعد صلاة العشاء فأمسكت جزءً منها ثم وزعت البقية على الحجاج المقيمين في نفس الطابق الذي نسكن فيه وهم ليسوا فقراء فما حكم فعلنا هذا، وماذا علي لأرضي ربي -سبحانه وتعالى-؟

الإجابة

الله -جل وعلا- يقول: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ[الحج: 28]، فإذا كان الحجاج ليسوا فقراء، فعليك أن تشتري قليلاً من اللحم وتعطي بعض الفقراء احتياطاً، لقول الله -تعالى-: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ[الحج: 28]، وفي الآية الأخرى: وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ][الحج: 36]، فإن كان في الحجاج بعض الفقراء كفى والحمد لله، ولا يجب إطعامها كلها للفقراء، إنما يعطي الفقراء منها بعض الشيء والحمد لله، فإذا كنت متأكدة أنهم ليسوا فقراء كلهم فالاحتياط لك أن تشتري شيئاً وتصدقي به على فقراء مكة ولو بواسطة بعض الثقات الوكلاء يكون وكيلاً عنك، يشتري ويتصدق في مكة على الفقراء. أعد سؤالها... منذ ثلاث سنوات أديت الحج تطوعاً وقد أحرمت متمتعة وبعد رمي الجمار بأربعة أيام اشترى لي والدي الهدي وطلبت منه أن يوزعها على الفقراء المتواجدين عند المجزرة بعد ذبحها لكنه لم يجد أحداً هناك منهم، فأتى بها إلى الحجرة التي نقيم فيها وقد تأخر مجيئه فلم تتمكن والدتي من تقطيعها إلا بعد صلاة العشاء فأمسكت جزءً منها ثم وزعت البقية على الحجاج المقيمين في نفس الطابق الذي نسكن فيه وهم ليسوا فقراء فما حكم فعلنا هذا؟ وماذا علي لأرضي ربي -سبحانه وتعالى-؟ مثل ما تقدم، إذا كنت متقينة أنه ما فيهم فقراء فاشتري شيئاً قليلاً مثل كيلو أو أكثر أو أقل وتصدقي به على بعض الفقراء والحمد لله، ويلاحظ قولك بعد أربعة أيام فإن الذبح كان في اليوم الرابع في نهاية اليوم الرابع، الذبح يكون في أربعة أيام يوم العيد وثلاثة أيام بعده ولا يجوز التأخير عن ذلك، فإذا كنتم أخرتم الذبح فقد أسأتم والذبيحة صحيحة ولا بأس ولو بعد أربعة أيام، لكن ما ينبغي التأخير عن اليوم الرابع، إذا كانت الذبيحة واجبة مثل ذبيحة التمتع، هدي التمتع، هذا واجب والواجب أن يذبح في أيام الذبح الأربعة، فإن تأخر عسى أن ليس عليه أثم في تأخيره ولكنه يجزئ، والحمد لله. المذيع/ سماحة الشيخ كما قلنا في غير مرة إن كثيراً من إخواننا المسلمين يأتون لأداء فريضة الحج أو لأداء مناسك العمرة وهم على غير بصيرة في فقه هاتين الشعيرتين، هل من كلمة توجيهية؟ هذا صحيح، المشروع للمؤمن عند إرادة الحج أو العمرة أن يتعلم ويتفقه، يسأل أهل العلم قبل أن يسافر يتبصر، يأخذ معه منسك معتمد حتى يقرأ فيه إذا كان يفهم، ولكن سؤاله أهل العلم حتى يتبصر يكون أولى قبل أن يسافر، حتى يكون على بينة في مناسك الحج ومناسك العمرة، وحتى يؤدي ما شرع الله له على بصيرة، والله يقول -جل وعلا-: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[النحل: 43]، ويقول النبي - عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، فالمؤمن يتعلم والمؤمنة تتعلم هكذا ينبغي قبل الحج وقبل العمرة، بسؤال أهل العلم في بلاده عن أحكام المناسك ماذا يفعل في حجه، ماذا يفعل في عمرته، ويأخذ منسك معتبر من المناسك، يقرأه أو يقرأه بعض رفقته ليتبصروا فيه ويسألون، يسأل بعضهم بعضاً، ويتعلمون إذا كان فيهم قارئ قرأه عليهم، وتدارسوا ما في المنسك واستفادوا.