بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله ، وصفوته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا الرجل الذي يعرف ببعض صفات المنافقين من كذبه في الحديث ، وخيانته في الأمانة ، وإخلافه للوعد ، هذا على كل حال يجب نصيحته وتوجيهه إلى الخير ، وتحذيره من هذه الصفات الذميمة. أما الصلاة خلفه فإنه تصح ؛ لأنه بهذا يكون فاسقاً لا كافراً ، والصلاة خلف الفاسق تصح ؛ لأنه مسلم مادام لا يوجد منه إلا هذا ما عنده شرك، أما من كان عنده شيء من الشرك الأكبر كعبادة الأموات ، والاستغاثة بالأموات ، أو سب الدين ، أو الاستهانة بالدين هذا كفر أكبر. أما إذا كان مجرد كذبه أو خيانته أو إخلافه للوعد فهذه معاصي وعليك أنت وغيرك من الإخوان أن تنصحوه وأن توجهوه إلى الخير ، وأن تحذروه من هذا الباطل ؛ لأنه أخوكم ، والمسلم أخو المسلم ، والصلاة صحيحة خلفه وأمثاله من العُصاة في أصح قولي العلماء. فالصواب أن الصلاة تصح خلف الفاسق خلف العاصي ، وقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما - صلى خلف الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو من أظلم الناس، وأفسق الناس. فالحاصل أنه لا بأس، ولا حرج في الصلاة خلف الفاسق ، ولاسيما عند الحاجة إلى ذلك ، أما الكافر فلا ، من عرف بالكفر فلا يصلى خلفه ، وإذا ظهر الفسق في إنسان أو في جماعة ينصحون ويوجهون إلى الخير ؛ لأن المسلم أخو المسلم ، يأمره بالمعروف ، وينهاه عن المنكر ، وينصح له ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة). بارك الله فيكم.