ما صحة ما جاء في كتاب ضياء الصالحين

لدي كتاب يسمى ضياء الصالحين فيه جميع الصلوات والتسابيح، والأدعية إلى آخره، لجميع الأيام والشهور، ولكل يوم توجد صلاة اليوم والليلة، وأنا أصليها جميعها دون استثناء، فهل ما جاء في هذا الكتاب صحيح؟ وهل صلاتي صحيحة؟

الإجابة

هذا الكتاب لم نقف عليه، ولا نعرف ما اشتمل عليه من الأحاديث الصحيحة وغيرها، ولكن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وضحت ما ينبغي أن يعمله المؤمن في ليله ونهاره، فقد صحت عن رسول الله الأحاديث بما كان يعمل -عليه الصلاة والسلام- وبما أمر الله به العباد وشرعه لهم، فمن ذلك سنة الضحى كان - صلى الله عليه وسلم - يوصي الكثير من أصحابه بسنة الضحى، فهي سنة مؤكدة، وربما صلاها، وربما تركها -عليه الصلاة والسلام-، وقد صلاها يوم الفتح ثمان ركعات، قالت عائشة - رضي الله عنه - كان يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء. وأوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا الدرداء بالضحى. وقال عليه الصلاة والسلام لما ذكر الصدقة عن السلاميات، وأن بكل تسبيحة صدقة، وبكل تحميده صدقة، وبكل تهليلة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، إلى آخر الحديث وقال: ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى. فصلاة الضحى مؤكدة، وفيها خير عظيم وأقلها ركعتان، فإذا صلى أربعاً أو ستاً أو ثمان أو أكثر من ذلك فكله خير. كذلك ما بعد الظهر كله محل صلاة وله يستحب أنه يصلي قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعاً، وهذا عام للرجال والنساء جميعاً. والراتبة أربعاً من الظهر وثنتان بعدها كان يحافظ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال عليه الصلاة والسلام: (من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرم الله على النار). فإذا صلى أربعاً بعدها أو أربعاً قبلها فهذا فيه خير وفيه فضل. كذلك العصر يقول عليه الصلاة والسلام: (رحم الله امرئ صلى أربعاً قبل العصر). والصلاة أربعاً قبل العصر فيها فضل أيضاً. كذلك بين كل أذانين يصلي ركعتين (بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة، ثم قال: لمن شاء). لئلا يظن أنها واجبة، فيستحب أن يصلي بين الأذانين ما تيسر، وكذلك بعد المغرب ركعتان يسن أن يصلي بعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين راتبة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحافظ عليها ثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء، وإذا صلى زيادة على ذلك بين المغرب والعشاء فكله خير، لو صلى مائة ركعة كله خير الحمد لله، وهكذا بعد العشاء كان يتهجد -عليه الصلاة والسلام- ربما أوتر من أوله، ربما أوتر من وسطه، ربما أوتر من أخره، واستقر وتره - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته في السحر، يعني في آخر الليل، وهو أفضل، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من خاف أن لا يقوم من الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل مشهود لها وذلك أفضل). فكله محل تهجد ومحل عبادة. وكان -عليه الصلاة والسلام- يصلي في الغالب إحدى عشرة ركعة في الليل بعد العشاء، والغالب في آخر الليل إحدى عشر ركعة، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام- ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاثة عشر ركعة، وربما أوتر بأقل من ذلك كالسبع والخمس، فالمؤمن مخير وكهذا المؤمنة إن صلت واحدة أجزأت بالوتر بعد العشاء وإن صلى ثلاثاً فهو أفضل، وإن صلى خمساً فهو أفضل، وهكذا.. هذه الصلوات المشروعة في الليل والنهار من النافلة غير الفريضة، فأنت أيتها الأخت في الله سمعت الآن ما جاءت به السنة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الصلوات النوافل، فإذا كنت تصلي مثل هذه الصلوات فهذا خير عظيم. أما الفريضة معلومة الظهر أربع والعصر أربع والمغرب ثلاث والعشاء أربع والفجر اثنتان سوى السنن الراتبة، هذه صلاة الفريضة. أما القراءة فيستحب لك أن تقرأ القرآن كثيراً، مع التدبر ومع التعقل، يقول الله -جل وعلا-: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [(9) سورة الإسراء]. ويقول سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [(29) سورة ص]. ويستحب لك الإكثار من القراءة بالتدبر والتعقل في الآيات التي تقرئينها لأن فيه ذكر الجنة، وذكر النار، وبيان أعمال الجنة وأعمال النار، وفيها صفات المتقين وصفات الكافرين، وصفات المنافقين. فالمؤمن يتدبر وهكذا المؤمنة فيعمل بصفات الأبرار والأخيار ويبتعد عن صفات الأشرار والمنافقين، ويتذكر الجنة ويشتاق إليها، ويعمل لها، وإذا سمع النار تعوذ بالله منها وابتعد عن أعمال أهلها. وإذا ختمت كل ثلاث أو كل سبع فهذا طيب أو كل عشر أو كل خمسة عشر أو كل شهر كله طيب. وينبغي أيضاً الإكثار من ذكر الله والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع الأوقات، والإكثار من ذكر الله - سبحانه وتعالى - :"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله" "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير". يستحب الإكثار من هذا الذكر كما كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، والله يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [سورة الأحزاب(41) (42)]. ويقول -جل وعلا- في كتابه العظيم: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [(10) سورة الجمعة]. ويقول الله لما عدد صفات المؤمنين قال: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [(35) سورة الأحزاب]. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (سبق المفردون، قيل: يا رسول الله ما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات). فالذكر لله أمره عظيم، وفضله كبير. وهكذا الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، الله يقول -جل وعلا-: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [(56) سورة الأحزاب]. ويقول عليه الصلاة والسلام: (من صلَّى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً). وجاءه جبرائيل بشره أنه من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ومن سلم عليه واحدة سلم الله عليه بها عشراً، فهذا خير عظيم -صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان-. هذا شيء مما جاء في الكتاب والسنة في فضل الذكر وفضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والصلاة والنافلة في الليل والنهار. نسأل الله أن يوفقنا وإياكِ وسائر المسلمين لما فيه الخير والصلاح والسعادة في العاجل والآجل. جزاكم الله خير.