العالم الأخروي عالم مادي، لكننا لم نصل إليه الآن، وإنما نصل إليه بعد البعث والنشور، ولكن علمناه بالأدلة القاطعة التي لا ريب فيها ولا شك فيها من طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن طريق الفطرة التي فطر الله عليها الناس، ومن طريق ما جاءت به الرسل من الكتب وأعظمها وأرفعها شأنا القرآن الكريم، وقد تواردت الأدلة النقلية والعقلية التي فطر الله عليها العباد على الإيمان بالآخرة والجنة والنار، وأنها حق وأنها كائنة وأن أهل الجنة يُنعمون بنعم محسوسة يأكلون ويشربون ويتمتعون بالزوجات من الحور العين وغيرهن، ويتمتعون بما هناك من أنواع النعيم، كما أن أهل النار يتألمون بما أعد الله لهم من العذاب ويذوقون مسه وشره وبلاءه، كل هذا أمر معلوم مقطوع به بالأدلة القطعية التي لاريب فيها ولا شك ومن كذبها فهو كافر حلال الدم والمال مأواه النار وبئس المصير، نعوذ بالله من ذلك.