لم تقض ما أفطرته من رمضان لمدة من السنوات

أن والدتي أخبرتني قريباًَ أنها في الماضي لم تقض أيام الحيض والنفاس وهو عن جهل منها في ذلك، وهي الآن كبيرة في السن لا تقدر أن تقضي هذه المدة الطويلة، وأيضاً مصابة بالسكر والضغط، وهي الآن في حيرة أيضاً من أمرها، هل الصدقة تُجزئ عن ذلك، وما هو مقدارها؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.

الإجابة

أولاً: عليها التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- عما فعلت من الترك، والتوبة حقيقتها أمور ثلاثة: الندم على الماضي من السيئة، وعدم فعلها، والعزم الصادق ألا يعود فيها العبد، هذه التوبة، ندم على الماضي، وإقلاع من الذنب كله، خوفاً من الله -سبحانه وتعالى- وتعظيماً له، وأمر ثالث: وهو العزم الصادق ألا يعود في الذنب. فالوالدة التي سألت عنها -أيها السائلة- جزاك الله خيراً عليها أن تتوب إلى الله بالندم على ما مضى، الندم الصادق، وعليها مع ذلك أن تطعم عن كل يوم مسكيناً، ما دام لا تستطع القضاء عليها أن تطعم عن كل يوم مسكيناً إذا كانت تستطيع، إذا كانت عندها قدرة مالية، تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع، بصاع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومقداره كيلو ونصف تقريباً، من قوت البلد من رز أو تمر أو حنطة أو شعير ونحو ذلك، هذا هو الواجب عليها مع التوبة والاستغفار عما مضى، والله -سبحانه- يتوب على التائبين. وأنت جزاك الله خيراً أعينها على هذا الخير، إذا كانت تعجز عن بعض الكفارة وأنت تقدرين فأعينها والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، فكيف بالوالدة. تقدم الرز صافي دون أن يكون معه شيء؟ وأيضاً عليها أن تعتني بعدد الأيام ولو بالظن إذا شق العلم ولو بالظن، يكتفى بالظن عند العجز عن العلم، في مقدار الأيام، وإذا كان مع الرز أو الحنطة إدام هذا أفضل وأفضل، من لحم أو سمن هذا كله طيب, وإلا فهو يكفي وحده، الطبيخ وحده والأزر وحده والحنطة وحدها تكفي، لكن إذا كان مع الرز ونحوه إدام صار أفضل.