أنصح الناس وأخطئ!

السؤال: أنصح بعض الإخوان في أمور كثيرة، ولكني كذلك أُخطئ في أحيان كثيرة، هل يدخل هذا في قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن المسلم مأمور بفعل المعروف والأمر به، ومتى ما قصر في أحدهما مع قدرته عليه استحق الذم الشرعي، ولتحذر أخي -عافاني الله وإياك- أن تكون ممن يعظون الناس بألسنتهم وتكذبهم أفعالهم، وقد روى مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى! فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه".

وليس معنى الكلام أن يدع الإنسان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يفعل المعروف كله ويترك المنكر كله؛ لأن هذا لا يتأتى، وقد قال سعيد بن جبير رحمه الله: "لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر"، قال مالك: "وصدق، من ذا الذي ليس فيه شيء".



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.