الكلام على مسألة الحجاب في فرنسا

السؤال: ما هي وجهة نظركم في مسألة الحجاب في فرنسا؟

الإجابة

الإجابة: إنه لا يستغرب من الكفار أن يعادوا الله سبحانه وتعالى، وأن يمنعوا تطبيق شرعه، وأن يمنعوا امتثال ما أمر به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم، إنما يستغرب ذلك من المسلمين وقد سبقهم المسلمون إلى هذا، فكثير من البلدان الإسلامية منع فيها الحجاب قبل فترة طويلة، فإذن الفرنسيون جاءوا متأخرين إلى هذه الخطوة فقد سبقهم إليها كثير من البلدان الأخرى!!

ومع ذلك فهذا كله امتحان من الله تعالى يمتحن به المؤمنين في تلك الدار، فمن صمد منهم وصبر فلابد أن يجعل الله له فرجاً ومخرجاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي جندل رضي الله عنه لما جاء يرسف في قيوده يوم الحديبية قال: "اصبر فإن الله جاعل لك فرجاً ومخرجاً"، فصبر فجعل الله له فرجاً ومخرجاً.

فالمسلمون في فرنسا وغيرها من بلاد الكفر هم من مسلمة الاختيار والحمد لله وليسوا من مسلمة الدار، فمسلمة الدار هم المسلمون الذين عاشوا بين الأبوين المسلمين وتربوا على الإسلام من الصغر فلم يأتوا الإسلام طائعين، إنما جاءوه تقليدا لآبائهم وأمهاتهم فلم يتذوقوا طعمه، أما المسلمون هناك فهم مسلمة الاختيار جاءوا طائعين وأقبلوا على الله في المكان الذي أدبر فيه الناس عنه، ولذلك أذكر في مرة من المرات أننا كنا في الحرم في رمضان، فذهبنا في آخره إلى فرنسا إلى مدينة ليل، فما ذقناه من طعم رمضان في مدينة ليل لم نذقه في الحرم المشرف، لأنك تجد أهل المسجد يجتمعون جميعاً والليل كله لا يعدو ساعتين، فيأتون في آخر النهار يقرءون القرآن جميعاً ويتعلمون أحكامهم، ويستمعون إلى الدروس ثم يفطرون ويصلون المغرب، ثم يقام درس بعد المغرب ثم بعده يصلون العشاء والتراويح ويتعشون جماعة كل إنسان منهم يأتي بعشائه يشرك فيه إخوانه المؤمنين، فتجد بينهم من المودة والرحمة ما يدعو إليه الإسلام وما هو في قيمه، ثم يتسحرون ويصلون الصبح ويخرجون إلى أعمالهم، فيجد الإنسان في هذا من قيم الإسلام وتحقيق الأخوة ما لا يجده في الحرم.

فهذا الشيء العجيب يدل والحمد لله على أن الإسلام سيقوى في تلك البلاد وأنه لا يخاف عليه، وأن الفتيات المسلمات سيلتزمن الحجاب الذي أمرهن الله به ولن يتأثرن بهذه القوانين الجائرة.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.