فضيلة تأخير السحور

السؤال: سائل يقول: إذا جاء وقت السحر انسدت شهيتي عن السحور، رغم أني أجاهد نفسي على الأكل؛ رغبة في اتباع السنة، وأحضر مع أهلي وأولادي، وأشاهدهم وهم يأكلون، لكني لا آكل معهم؛ لعدم الشهية. فما ترونه في ذلك؟

الإجابة

الإجابة: مما يستحب للصائم أن يتسحر، وأن يجعل سحوره آخر الليل قبل الفجر بقليل. هذه السنة المشروعة للصائم؛ لما ورد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن في السحور بركة" (رواه الجماعة إلا أبا داود) (1)، وروى البخاري (2) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كنت أتسحر في أهلي، ثم تكون سرعتي أن أدرك الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأنت ينبغي لك تخفيف العَشاء، والإقلال من الأكل أولَ الليل؛ حتى تشتهيه في آخر الليل؛ لكي تحصل الفضيلة. وليس المراد من السحور أن يملأ الإنسان بطنه من الطعام، بل تحصل الفضيلة، بأكل شيء يسير وقت السحر، وإن قل، وشُرب ما يُتهيأ من لبن أو غيره، ولو كان قليلا من الماء؛ لحديث أبي سعيد: "ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء" (رواه أحمد (3) وفيه ضعف). قاله في (المبدع)، والله أعلم.

___________________________________________

1 - البخاري (1923)، ومسلم (1095)، وأحمد (3/ 99، 215، 229،243، 258، 281)، والترمذي (708) وقال: حسن صحيح. والنسائي (4/141)، وابن ماجه (1692).
2 - البخاري (1920،577).
3 - أحمد (3/ 12، 44).