نصيحة من الشيخ بالمحافظة على الصلاة في وقتها وخاصة الطلاب والطالبات

إني طالبٌ في المرحلة الثانوية والدوام المدرسي يكون كالآتي: الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، أما الأيام الثلاثة الأخر فيكون في الساعة الثامنة صباحاً، لذلك أجد صعوبةً في أداء صلاة العصر فإذا جمعتها مع صلاة الظهر فإنني أتأخر عن الدوام، وإذا تأخرت لا يسمح لي بالدخول؟ علماً أن وصولي إلى البيت يكون الساعة الخامسة عصراً فهل يجوز إقامة صلاة العصر في هذا الوقت أي في الساعة الخامسة، وهل يجوز جمعها مع صلاة المغرب؟

الإجابة

الواجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها، ولو في الدوام، وليس لك أن تؤخرها عن وقتها، فتصلي الظهر في وقتها وأنت في العمل مع إخوانك، إذا كان معك إخوان طيبين تصلي أنت وإياهم، وهكذا العصر تصليها في وقتها، وليس لك أن تؤخرها، فإذا كانوا يمنعونك من الصلاة فتصليها بعد انتهاء العمل إذا كان الوقت باقياً، إن كان الوقت باقياً لم تصفر الشمس فلك أن تؤخر، أما إذا كان لا تخرج إلا بعد أن تصفر الشمس فليس لك أن تؤخر، وعليك أن تصلي في الوقت، وليس لك طاعتهم في ذلك، ليس لك أن تطيع رؤسائك في ذلك، ولو بطلت العمل، ولو تركت الدراسة، عليك أن تصلي الصلاة في وقتها، الظهر والعصر جميعاً، ولو أفضى ذلك إلى ترك الدراسة بالكلية، أما إذا كان يمكن أن تصلي الظهر قبل الدوام في وقتها، ثم تصلي العصر في وقتها بعد الدوام لأنك تخرج منه والوقت واسع فلا بأس في ذلك ولا حرج، لكن ليس لك أن تؤخرها، يعني العصر إلى أن تصفر الشمس، وليس لك أن تقدم الظهر قبل وقتها، وليس لك أن تجمع بينهما، بل كل صلاة في وقتها، لأن هذا ما هو محل جمع ليس بمرض ولا سفر، وإنما شغل عارض وهو الدراسة، فلا ينبغي أن يكون عذراً في الجمع، ولكن تصلي كل صلاة في وقتها، فإذا لم تقدر على ذلك ومنعوك فلا حاجة إلى هذا العمل، يلزمك ترك هذا العمل حفظاً لدينك وحرصاً على سلامة دينك، والله المستعان. س/ سماحة الشيخ: هل من دعوة كريمة هينة لينة إلى إخواننا في العالم الإسلامي كيما يهتموا بأوقات الصلوات ولا سيما للطلبة والطالبات؟ ج/ نعم نعم، نوصي جميع المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله في المسلمين، وأن يتقوا الله في العمال وأن يتقوا الله في الطلبة والطالبات، حتى لا يضيعوا عليهم أوقات صلواتهم، بل يجب عليهم أن يمكنوهم من الصلاة، العامل يمكن، والطالب يمكن والطالبة كذلك، فالواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله - عز وجل -، وأن يمكنوا عمالهم وطلبتهم وطالباتهم أن يمكنوهم من الصلاة في وقتها ظهرا وعصرا، وهكذا لو كان الدرس في الليل المغرب والعشاء، الواجب على الجميع أن يعينوا على الخير، والله يقول - سبحانه وتعالى -: ..وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. (2) سورة المائدة، ويقول - عز وجل -: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ سورة العصر، ولا يجوز للمسلمين أن يساعدوا على ترك الصلاة أو على إضاعتها في أوقاتها، حرام على الرؤساء وعلى المرؤوسين جميعاً، بل يجب على الرؤساء والمرؤوسين والمديرين ووكلاء ومدرسين يجب عليهم جميعاً أن يتعاونوا على تسهيل أداء العمال والطلبة والطالبات الصلاة في وقتها، جماعة في حق الرجال، وأما النساء فلا حاجة إلى الجماعة، تصلي كل واحدة في وقتها وفي محلها، والحمد لله، لا تجب عليهن الجماعة، أما الرجال فالواجب أن يسهل لهم أمر الصلاة وأن تكون جماعة، هذا هو الواجب على الجميع، نسأل الله الهداية والتوفيق...