توجيه لمن أصيب بمرض الوسوسة

إنه تنتابه كثير من الهواجس أو الوساوس أو الشكوك حول أمور الطلاق والظهار والوضوء, والصلاة، ويرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بإرشاده.

الإجابة

لا شك أن هذا من الشيطان؛ لأن الله يقول -جل وعلا-: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:36)، ويقول سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6)، ويقول سبحانه: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) (سورة الناس). فالواجب عليك أن تحارب هذا الوساوس في جميع الأحوال في الوضوء، والغسل والمعاملات وفي كل شيء، عليك أن تحاربها لأنها من عدوك عدو الله، الواجب عليك أن تحاربها، وأن تستعيذ بالله من الشيطان، وأن تكثر من ذكر الله سبحانه، وأن تمضي في عملك ولا تلتفت إلى هذه المسألة، فإذا توضأت فاعلم أنك توضأت وانتهيت، وهكذا إذا اغتسلت اعلم أنك اغتسلت فلا تعيد لا وضوء ولا غسلاًَ، وهكذا في صلاتك، وهكذا في جميع الأحوال، تعلم أنك فعلت ما فعلت وأن هذه الوساوس التي تخطر كلها من الشيطان فاطرحها ولا تلتفت إليها، هذا هو الواجب عليك، حتى ترغم عدو الله وحتى تستريح من وساوسه مستقبلاً، فإنه إذا رأى منك اللين في قبول الوساوس طمع فيك وزاد عليك بالوساوس، وإذا رأى منك القوة والمحاربة له يئس منك وابتعد، وهكذا يجب عليك أن تستعيذ بالله من شره حتى ولو في الصلاة، إذا خطر لك هذه الوساوس في الصلاة وتواترت عليك فانفث عن يسارك ثلاث مرات وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثلاث مرات، وبهذا تسلم من عدو الله، وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة إلى هذا، فإن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله! إن الشيطان لبس علي صلاتي! فقال له: (انفث عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان ثلاثاً) ففعل ذلك وعافاه الله من هذه الوساوس.