زيارة القبور للرجال

هل يجوز للرجال زيارة القبور أم لا؟

الإجابة

زيارة القبور سنة مؤكدة ثابتة عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يزور القبور ويقول: "زورا القبور فإنها تذكركم الآخرة". وكان -عليه الصلاة والسلام- يُعلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)، وفي رواية البخاري كان يقول -صلى الله عليه وسلم-: "يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد". فالسنة للرجال أن يزوروا القبور؛ لأنها تذكر الآخرة, وتذكر الموت وتعين على الاستعداد للآخرة، ويستحب له أن يقول ما علَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه -عليه الصلاة والسلام- فيقول الزائر: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية، غفر الله لنا ولكم ورحمنا وإياكم), وما أشبه ذلك من الدعاء الطيب. أما النساء فلا، النساء لا يزرن القبور لأنه -صلى الله عليه وسلم- لعن زائرات القبور. فالنساء لا يزرن القبور وأما الرجال فيشرع لهم زيارة القبور ولكن لا يقولوا هجراً، يعني: لا يقولوا كلاماً سيئاً, فلا يجوز دعاء الأموات ولا الاستغاثة بالأموات, ولا طلبهم المدد كما يفعله بعض الجُهَّال. هذا منكر وشرك فلا يجوز لمسلم أن يدعوَ الأموات أو يستغيث بهم؛ لأن الميت قد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أما كونه يُسأل المدد أو العون أو الغوث سواء كان نبياً أو ولياً أو غيره فلا يجوز ذلك, بل هذا يختص بالله وحده هو الذي يُدعى ويُسأل, وهكذا يجوز مع المخلوق الحي الحاضر لا بأس تقول: يا أخي الحاضر أعطني كذا ساعدني بكذا أقرضني, ساعدني على بناء بيتي, على إصلاح سيارتي لا بأس، أما الميت فلا يسأل، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "إذا سألت فاسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله". والله يقول سبحانه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18) سورة الجن. وأما يفعله بعض الجهال عند بعض القبور يقول: يا سيدي فلان المدد المدد, أو أغثني أو اشف مريضي هذا كله منكر وكله من الشرك الأكبر، كما بين ذلك أهل العلم والله المستعان. والمقصود من هذا أنه يزور القبور ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة ولا يزيد على ذلك في طلبهم شيئاً من عندهم, لا يقول اشفعوا لي أو اشفوا مريضي أو المدد المدد أو ما أشبه ذلك، ولا يجوز أن يتخذ القبور محلاً للصلاة عندها أو الطواف بها أو الدعاء عندها، لا، إنما يزورهم كما زارهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما زارهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يسلمون عليهم ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة ويحصل بهذا ذكر الموت وذكر الآخرة هكذا ثبتت السنة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- والله ولي التوفيق. أما تخصيص زيارة القبور بعد صلاة العيد كأنه يزور الأحياء والأموات فهذا ليس له أصل، ولم أعلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى البقيع بعد صلاة العيد, والخير في اتباع السلف الصالح، الخير في اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، قال الله عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ(31) سورة آل عمران. فكونه يتخذ الزيارة للقبور بعد صلاة العيد طريقة متبعة الذي أراه ترك ذلك, أما إذا كان الأفضل له .... ذلك الوقت وزارهم لا لقصد أن هذا سنة، أو أن هذا وقت مناسب هذا لا بأس به يزورهم صباحاً أو مساء أو في الليل أو بعد صلاة الفجر،كلُّ هذا لا بأس به؛ لأن كونه خصص بعد صلاة العيد ويرى أن هذا قربة أو سنة خاصة هذا لا نعلم له أصلاً، أما إذا جاء وزارهم بغير قصد مر يوم العيد, أو بعد صلاة العيد أو في آخر نهار العيد وزار القبور, لا لقصد أن هذا سنة أو أن هذا الوقت مناسب فلا حرج في هذا.