باب كيف التلبية؟

السؤال: باب كيف التلبية؟

الإجابة

الإجابة: [قال الشافعي] رحمه الله تعالى: أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر (أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك")، قال نافع: كان عبد الله بن عمر يزيد فيها: "لبيك لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل".

[قال الشافعي]: أخبرنا بعض أهل العلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بالتوحيد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك")، وذكر الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان من تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لبيك إله الحق لبيك").

[قال الشافعي]: كما روى جابر وابن عمر (كانت أكثر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي أحب أن تكون تلبية المحرم لا يقصر عنها ولا يجاوزها)، إلا أن يدخل ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مثلها في المعنى لأنها تلبية، والتلبية إجابة. فأبان أنه أجاب إله الحق بلبيك أولاً وآخراً. أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج، قال: أخبرني حميد الأعرج عن مجاهد أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر من التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، قال: حتى إذا كان ذات يوم، والناس يصرفون عنه كأنه أعجبه ما هو فيه، فزاد فيها: "لبيك إن العيش عيش الآخرة"، قال ابن جريج وحسبت أن ذلك يوم عرفة).

[قال الشافعي]: وهذه تلبية كتلبيته التي رويت عنه، وأخبر أن العيش عيش الآخرة لا عيش الدنيا ولا ما فيها، ولا يضيق على أحد في مثل ما قال ابن عمر ولا غيره من تعظيم الله تعالى ودعائه مع التلبية، غير أن الاختيار عندي أن يفرد ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من التلبية ولا يصل بها شيئاً، إلا ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعظم الله تعالى ويدعوه بعد قطع التلبية، أخبرنا سعيد عن القاسم بن معن عن محمد بن عجلان عن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال: سمع سعد بعض بني أخيه وهو يلبي: "يا ذا المعارج"، فقال سعد: "المعارج؟!! إنه لذو المعارج، وما هكذا كنا نلبي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".



الأم - كتاب الحج.