تخصيص يوم أو ليلة بقراءة أو ذكر

السؤال: جماعة مسجد اختار إمامها كل يوم خميس كيومٍ لختم القرآن، وقبل هذا عندهم عادة كل ليلة من ليالي الأسبوع هي مائة من أنواع الذكر كالتسبيح بعد صلاة المغرب وسورة ياسين، فهل هذا من البدع أم لا؟

الإجابة

الإجابة: إن هذا مثل ما فعله قومٌ بالعراق فوقف عليهم عبد الله بن مسعود، فقال: "يا هؤلاء، لقد جئتم جُرماً، أو لقد فقتم أصحاب محمد".

علماً أن هذا الذي أراد هذا الإمام وجماعة المسجد أن يلتزموه لم يلتزمه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا أتباعهم من بعدهم، فإما أن يكونوا أفضل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأعلم... وهذا قطعاً غير صحيح، وإما أن يكونوا قد ابتدعوا وأتوا بشيء جديد غير معروف في دين الله، وقد سبق كلام الإمام مالك حين قال: "لقد قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".

لكن لو قرأ الإنسان في خاصة نفسه ما شاء والتزم من ذلك ما شاء فلا أحد يُنكر عليه، بل له الحق في ذلك، له الحق أن يختم كل يوم خميس أو كل يوم مرتين أو ما شاء، لا أحد يُنكر عليه في ذلك، ومثل هذا ما التزمه من التسابيح أو الأوراد في خاصة نفسه، فلا أحد يُنكر عليه في ذلك، لكن لا يحل له أن يُظهر ذلك للناس وأن يجعله تشريعاً لهم يشتركون فيه، فهذه من البدع المضلة.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.