الإجابة:
اختلف العلماء فيما إذا ترك العاطس الحمد؛ هل يستحب تذكيره، أم لا؟
فذكر في شرح (الإقناع) ما يؤيد أنه ينبغي تذكير من نسي حمد الله، قال
المروذي: إن رجلاً عطس عند أبي عبد الله، فلم يحمد الله، فانتظره أبو
عبد الله أن يحمد الله، فيشمته، فلما أراد أن يقوم، قال له أبو عبد
الله: كيف تقول إذا عطست؟ قال: أقول: الحمد لله، فقال له أبو عبد
الله: يرحمك الله.
وذكر ابن مفلح معنى ذلك في (الآداب الكبرى) (1).
وقال ابن القيم: اختلف الناس فيما إذا ترك العاطس الحمد: هل يستحب لمن
حضره أن يذكره الحمد؟ قال ابن العربي: لا يذكره، وهذا جهل من فاعله.
وقال النووي: أخطأ من زعم ذلك، بل يذكِّره، وهو مروي عن النخعي، وهو
من باب النصيحة والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى. قال ابن
القيم: وظاهر السنة يقوي قول ابن العربي؛ لأن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يشَمت الذي عطس ولم يحمد الله ولم يذكره (2)، وهذا تعزير له،
وحرمان لبركة الدعاء، لما حرم نفسه بركه الحمد، فنسي الله تعالى، فصرف
قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له، ولو كان تذكيره سنة؛
لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها، وتعليمها، والإعانة عليها
(3). والله أعلم.
___________________________________________
1 - (الآداب الشرعية) لابن مفلح: (2/ 328، 329).
2 - البخاري (6225).
3 - (زاد المعاد): (2/442).