ما زال قلبها متعلقًا بمن زنت معه

السؤال: لدي مشكلة كبيرة. أنا أعيش في كندا حاليًا. قبل 3 سنوات التقيت بشاب عربي في الجامعة في سنته الأخيرة، وكنت معه أيضاً في الجامعة. أحببته حباً كبيراً، وكنا نقضي جميع أوقاتنا ولحظاتنا مع بعضنا. أعلم أن هذا ليس جائزاً، لكنني مسلمة ضعيفة. مضى الوقت وقمنا بارتكاب الإثم فارتكبنا الزنا مرات عدة، قمنا بعمل ما لم يخطر ببيالي أني سأفعله يوماً من الأيام. أخبرني هذا الشاب بأنه سيتزوجني. في الصيف ذهبت أزور أهلي، وللعلم فلدي والد شديد يقوم بضربي أنا وأمي. قام شخص بالتقدم لخطبتي، فقبلت ذلك من غير رضائي تجنباً لأذى والدي. عدت لكندا وأنا مخطوبة من غير رضائي، وانصدم الرجل الذي أحبه بذلك وشعر بأني خنته واستغرب من أن أُخطب لرجل آخر بينما قمنا بالزنا معا. لكني لم يكن لدي خيار، بل أردت قبول الخطبة ومن بعدها فسخها. استمريت بالزنا مع الرجل الذي أحب حتى في فترة خطبتي. استمررنا بعمل ما حرمه الله. بعدها فسخت خطبتي، واستمريت مع الرجل الذي أحب مع أن المشاكل ازدادت بيننا وقل احترام أحدنا للآخر. مر عام آخر وتقدم شخص ثان بخطبتي، لكنني رفضته من البداية. ثم تقدم رجل ثالث فلم أستطع رفضه كي لا يشك بي أبي، فوافقت عليه. ثلاث أعوام مرت منذ تعرفت على الرجل الذي أحب. لكن في رمضان توقفنا عن ارتكاب الزنا. ندرك الآن أنه أمر خاطئ، وقررنا التوقف عنه. الآن أنا مخطوبة للمرة الثانية لكن لرجل لا أحب. قرر الرجل الذي أحب عدم البقاء معي. تركني مع الرجل الذي خطبني والذي لا أستطيع الزواج منه لأني لا أتخيل نفسي معه. أحب صديقي كثيراً كثيراً، وأتمنى الزواج منه، ولم أزنِ مع غيره. ربما جميع ما يحدث هو عقاب من الله. لقد كنت حزينة جداً العام الفائت، لدرجة أنني حاولت الانتحار مرتين. أبكي دوماً. أنا على وشك الزواج من شخص لا أحب، والرجل الذي أحب تركني. لا أدري ماذا أفعل. سؤالي الآن الذي أوحه لكم: الرجل الذي أحب والذي زنيت معه، ما وضعه من الناحية الشرعية من حيث قراره تركي؟ هل هذا جائز؟ أليس عليه تقدير مسؤوليته تجاه الخطأ الذي ارتكبه بحيث يتزوج من الفتاة التي تسبب في ذهاب عذريتها؟ أليس واجب عليه أن يتحمل مسؤولية الأيام التي استمر فيها بالزنا معي، مع العلم بأنه علم في قرار نفسه أنه ربما يتركني في يوم ما؟ في جميع الأوقات التي كنت معه كنت أظن يقيناً أنه سيتزوجني. هو ليس رجلاً خبيثاً. كنت أنا المرأة الأولى التي زنا بها، ويمكنني أن أؤكد لكم ذلك. لكن السبب الذي دعاه لتركي هو كثرة المشاكل بيننا والتي جعلته يقول بأنه إن تزوجني فسيتم الطلاق لأن لدينا عقلية مختلفة. لا أعتقد أنكم ستصدقوني إذا أخبرتكم بأنني أصلي باستمرار. أدرك خطئي، وأسأل الله في كل يوم أن يغفر لي. لكن مع كل هذا ما زال هذا الرجل في قلبي، وما زلت بصدق أحبه. أتخيله كزوجي. حاولت جاهدة أن أبعده عن تفكيري لكنني ما زلت عاجزة عن ذلك.

الإجابة

الإجابة: هذه علاقة أسسها الشيطان وأنهاها بطريقته، وما بدأه الشيطان لن ينتهي على خير. ولعل من نعمة الله عليك أن خلصك من هذه العلاقة، لأنك لو تزوجتيه، لكانت عاقبة هذه العلاقة أشد خسرا، أليس الشيطان هو الذي صنعها؟ وكذلك أكثر الزيجات التي تبنى على ماض من الزنا تنتهي إلى شر نهاية.

وأنت كنت تعلمين أنها كانت علاقة تغضب الله تعالى عليك، فكيف تسألين: هل يجوز له أن يفارقك بعد هذه السنين التي " كنا نطيع الشيطان معا " كأنك تقولين هذه العبارة في الحقيقة والحقيقة إنه سؤال غريب نسأل الله لك الهداية.

المهم الآن أن تركزي على ما هو أهم بكثير، فهذا الرجل لا يصح أن تهتمي بأمره، فقد اتخذه الشيطان مثل الشبكة ليوقعك في الإثم، كما اتخذك أنت له بمثل ذلك، وهذا الحب مزيف؛ الحب الحقيقي هو الذي يتعدى لذة الجسد، إلى علاقة الروح الطاهرة، ولو كان يحبك حقا، لترفع أن يستعمل جسدك في المتعة المحرمة، حتى إذا مل نسي الموضوع كأن شيئا لم يكن، لو كان يحبك حقا لما سمح لنفسه أن تمس يده شيئا من جسدك حتى يخطبك ويتزوجك بالحلال، لأنه يغار عليك من علاقة شيطانية.

المهم الآن أن تركزي على ما هو أهم، على تصحيح التوبة مع ربك الذي كان الواجب أن يكون حبك له أكبر، فلا تعصيه هذه المعصية الكبيرة، الزنا، التي عدها الله تعالى ثالث أكبر جريمة ترتكب في الأرض، قال تعالى {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 68: 70 ]

يجب أن تركزي على إصلاح علاقتك بربك قبل أن تتحسري على علاقة أقامها الشيطان مع رجل زانٍ. توبي إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وأكثري من الاستغفار والعمل الصالح والجئي إلى الله لكي يمنحك طريقا جديدا، ينقل حياتك إلى توبة شاملة، تشعرين بها بحق خالقك عليك، وأن كل لحظة تضيع بعيدا عن عبادته، ومحبته، ومواصلة ذكره، هي اللحظة التي تستحق أن يندم عليها الإنسان حقًا.