حكم زيارة النبي يونس والنبي جرجيس في نينوى

ذكرتم في حلقات سابقة من هذا البرنامج عدم زيارة الأضرحة، وأنها من الشرك بالله فهل زيارة النبي يونس والنبي جرجيس في نينوى تدخل ضمن ذلك؟ وهل الصلاة فيها غير جائزة؟

الإجابة

الزيارة قسمان، زيارة القبور قسمان، زيارة شرعية، وزيارة بدعية شركية، أما الزيارة الشرعية، فهذه مشروعة لقبور الصالحين والمسلمين جميعاً، وإذا عرف قبر من قبور الأنبياء كقبر نبينا -صلى الله عليه وسلم- تشرع له الزيارة من دون شد الرحل، شد الرحل لا يشد الرحال لقبور، لا تشد إلا للمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمسجد الأقصى، هذه الثلاثة تشد لهم الرحال. أما القبور لا تشد لها الرحال، لكن إذا كان الإنسان في البلد وقصدها زائراً فهذا سنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، في اللفظ الآخر: (تذكركم الموت)، فزيارة القبور سنة وقربة وقد فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفعلها أصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم-، فإذا زار المسلم قبور المسلمين في بلده ودعا لهم واستغفر لهم كان هذا قربة وطاعة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية)، هكذا علمهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان يزور -صلى الله عليه وسلم- القبور بنفسه، ويدعو للموتى ويستغفر لهم، ويقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)، وفي لفظ: (نسأل الله لنا ولكم العافية)، فعلى المؤمن أن يفعل مثلما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا زار القبور، مثلما علم أصحابه يسلم عليهم يدعو لهم بالمغفرة والرحمة، يستغفرون لهم، يقول: نسأل الله لنا ولكم العافية، هذه الزيارة الشرعية، وهكذا إذا زار قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، إذا زار المسجد ثم زار قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- يسلم عليه ويدعو له يقول: صلى الله وسلم عليك وعلى أهلك وأصحابك، جزاك الله عن أمتك خيراً، وهكذا إذا زار قبور الصالحين في أي مكان يدعو لهم بالمغفرة والرحمة ويستغفر لهم، نسأل الله لنا ولهم العافية. أما قبر يونس فلا يعلم بنينوى، جميع قبور الأنبياء لا تعلم ولا تعرف، فدعوى أنه موجود في نينوى أو في غيرها أمر باطل لا أصل له، ذكر العلماء أنه لا يوجد قبر معروف من قبور الأنبياء البتة إلا قبر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في المدينة وإلا قبر الخليل في الخليل في المغارة المعروفة هذا هو المعروف، أما قبور بقية الأنبياء فهي غير معروفة، لا يونس ولا غيره من الأنبياء والرسل قبورهم الآن غير معلومة، ومن ادعى أن قبر يونس موجود أو فلان أو فلان كله كذب لا صحة له، ولا نعلم نبياً يقال له جرجيس ولا يعرف من الأنبياء يسمى جرجيس فالمقصود أنه ليس هناك قبر معروف غير قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة وغير قبر الخليل في بلد الخليل في المغارة المعروفة. والزيارة التي ذكرتم للرجال والنساء؟ أما الزيارة الشرعية فللرجال، أما النساء فلا يشرع لهن الزيارة على الصحيح، النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور، فدل ذلك على أن النساء لا يزرن القبور وإنما الزيارة للرجال خاصة في أصح قولي العلماء لما جاء من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور، جاء هذا من حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت رضي الله عنه ومن حديث ابن عباس، فلا يشرع لهن الزيارة ولا تجوز لهن الزيارة، ولكن يدعون لموتى المسلمين في بيوتهم في المساجد والبيوت، وإذا زاروا المدينة دعوا للنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد أو في بيوتهم صلى الله عليه وسلم وآله في أي مكان عليه الصلاة والسلام مثلما قال عليه الصلاة والسلام لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم عليه الصلاة والسلام، إذا صلى عليه المؤمن والمؤمنة في أي مكان بلغ ذلك، يقول صلى الله عليه وسلم: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام عليه الصلاة والسلام، فمشروع لك أيها السائلة أن تصلي عليه صلى الله عليه وسلم في أي مكان وعلى بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأما زيارة هذا القبر الذي قال أنه موجود هذا لا أصل له ثم النساء لا يزرن القبور على الصحيح ولكن يدعون لموتى المسلمين ويستغفرن لموتى المسلمين في أي مكان. بهذا أيها الأخوة المستمعون نأتي إلى ختام هذه الحلقة والتي عرضنا فيها رسائل....