حكم الغش في الإمتحانات

ظهر طريقة سيئة بين تلاميذ المدارس هذه الأيام، وهي الاعتماد الكلي على الغش في الامتحانات، ويفعلون ذلك حتى في نهار رمضان، وعندما أخبرتهم أن هذا لا يجوز استناداً للحديث الشريف: من غشنا فليس منا إلا أنهم يعتبرون بأن الغش أفضل وسيلة للنجاح، علماً بأن البعض منهم يحصل على أعلى الدرجات عن طريق الغش، وينجحون بتفوق، وهذا ما يجعلني دائماً متأخراً في دراستي؛ لأنني أعتمد على نفسي، فهل أنا على خطأ، أم أن القول المأثور صحيح، حيث يقولون: إن الضرورات تبيح المحظورات؟ أرجو من سماحتكم الإجابة الشافية، جزاكم الله خيراً

الإجابة

الغش في الامتحان محرم ومنكر كالغش في المعاملات، وقد يكون أعظم من الغش في المعاملات؛ لأنه قد يحصل له وظائف كبيرة بأسباب الغش، فالغش محرم في الامتحانات في جميع الدروس، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من غشنا فليس منا)، ولأنه خيانة، والله يقول جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، فالواجب على الطلبة في أي مادة ألا يغشوا ويجتهدوا في الاستعداد، حتى ينجحوا نجاحاً شرعياً، وأما أنت فقد أحسنت في عدم الغش وعليك أن تجتهد وعليك أن تسلك الطريق السوي ولو تأخرت في بعض المواد، فالحق أحق بالاتباع وأرشد بالخير، والعاقبة الحميدة، فإذا صدقت بالاستعداد والعناية يسر الله أمرك، كما قال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ويقول سبحانه: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً، ويقول سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً.. الآية، والفرقان النور والعلم والهدى، فاجتهد في طلب العلم، من طريقه السليم، وأحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم، وأحسن ظنك بالله، واسأله التوفيق وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، ولا تغتر بالغشاشين ولا تغبطهم على غشهم لأنهم قد ارتكبوا كبيرة من الكبائر، وحصلوا على خطأ عظيم نسأل الله السلامة.