الغش في الامتحان محرم ومنكر كالغش في المعاملات، وقد يكون أعظم من الغش في المعاملات؛ لأنه قد يحصل له وظائف كبيرة بأسباب الغش، فالغش محرم في الامتحانات في جميع الدروس، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من غشنا فليس منا)، ولأنه خيانة، والله يقول جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، فالواجب على الطلبة في أي مادة ألا يغشوا ويجتهدوا في الاستعداد، حتى ينجحوا نجاحاً شرعياً، وأما أنت فقد أحسنت في عدم الغش وعليك أن تجتهد وعليك أن تسلك الطريق السوي ولو تأخرت في بعض المواد، فالحق أحق بالاتباع وأرشد بالخير، والعاقبة الحميدة، فإذا صدقت بالاستعداد والعناية يسر الله أمرك، كما قال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ويقول سبحانه: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً، ويقول سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً.. الآية، والفرقان النور والعلم والهدى، فاجتهد في طلب العلم، من طريقه السليم، وأحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم، وأحسن ظنك بالله، واسأله التوفيق وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، ولا تغتر بالغشاشين ولا تغبطهم على غشهم لأنهم قد ارتكبوا كبيرة من الكبائر، وحصلوا على خطأ عظيم نسأل الله السلامة.