امرأة كرهت زوجها لأنها تريد أن يقوم الليل وأن يتثقف

تزوجت من رجل يصلي ولله الحمد، وأخلاقه طيبة ولله الحمد، ولكنني أرغب من زوجي أن يكون لديه حماس شديد بالنسبة للصلاة، وأن يقوم الليل، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم أو بعضاً منه، وأن يكون مجاهداً في سبيل الله، وأن يكون عالماً بشعائر الدين؛ لكي يخبرني عن الحلال والحرام، ويكون رجلاً مثقفاً حيث أنني أكثر منه علماً في ديني ولا أمدح نفسي (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85]، وهذه الأسباب جعلتني أكره زوجي، ومنذ أن تزوجته وأنا أطلب منه الطلاق، وكراهيتي له تزيد يوماً بعد يوم، فهل يحق لي ذلك يا سماحة الشيخ، مع العلم أنني صليت صلاة الاستخارة عدة مرات قبل الزواج، ولكنني لم أعرف نتيجة الاستخارة فتزوجته، وأنا الآن نادمة على زواجي ذلك، فما هو الحل يا سماحة الشيخ حيث أن الإنسان يعرف مع من يعاشر، وأنا أريد زوجي أن يكون معي في الجنة يوم القيامة، وأنا أعامله معاملة سيئة لكراهيتي له، فأنا خائفة من الله بالنسبة لهذه المعاملة، وهل أكون من الذين لم يصبروا على قضاء الله وقدره، أرجو إفادتي حول هذه القضايا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الواجب عليك أيتها الأخت في الله الواجب عليك الصبر وأن تنصحيه وترشديه بالكلام الطيب وترغبيه في التعلم والتفقه في الدين، كما أشرتِ إلى ذلك، أما عصيانه أو كراهته لكونه لم يجتهد فيما ذكرت من التعلم والتفقه وأن يكون من المسارعين المبادرين إلى الصلاة ونحو ذلك هذا لا يوجب بغضه أو طلب الطلاق، فلا يجوز لك طلب الطلاق ما دام الرجل يصلي وليس هناك ما يوجب كفره من نواقض الإسلام ولكنه ليس عنده المعلومات التي عندك، وليس عنده التحمس إلى المسارعة والمسابقة إلى الصلاة ولكنه يصلي والحمد لله، فالواجب عليك السمع والطاعة بالمعروف وعدم طلب الطلاق، والتعاون معه على الخير من جهة حثه على المطالعة والمذاكرة وحضور حلقات العلم وسماع هذا البرنامج نور على الدرب حتى يستفيد وحضور حلقات العلم إذا وجدت عندكم من علماء السنة وأهل الخير حتى يستفيد، أما طلب الطلاق فلا وجه له، فليس من اللازم أن يكون زوجك مثلك في العلم، قد يكون الزوج دون المرأة وقد يكون فوقها في العلم، وإذا من الله عليك بالعلم فأحسني إليه، ووجهيه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن ورغبيه بالخير وساعديه بكل ما تستطيعين، وشجعي أقاربه مثل أبيه وأخيه حتى يرغبوه وحتى يساعدوه في التفقه في الدين والتعلم ولا أنصحك أبداً أن تطلبي الطلاق، لا يجوز لك ذلك طلب الطلاق ليس هنا ما يوجب طلبه، ولا يسبب طلبه، وفي حديث: (أيما امرأة طلبت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة)، فالواجب عليك الصبر والاحتساب والتعاون مع أهل الخير وإرشاده إلى الخير واحتساب الأجر في كل ما تبذلين في طريق تفقيهه وتثقيفه حتى يكون إن شاء الله كما طلبت وكما رغبت في العلم والفضل. وفق الله الجميع. النقص في الإنسان شيء وارد سماحة الشيخ وقد يسيء الإنسان من حيث يعتقد أنه يحسن أختنا طلبت ما طلبت من زوجها وربما طلبت منه فوق طاقته أن يحفظ القرآن، أو يقوم الليل، أن يجاهد في سبيل الله، ربما أنه لا يستطيع هذا أطمع بكلمة زائدة في هذا الموضوع؟ على كل حال، مثل هذه المطالب هو مخير فيها، حفظ القرآن ليس بواجب، التهجد في الليل ليس بواجب، ولكن يسن له أن يحفظ ما تيسر من القرآن إذا أمكنه ذلك، يسن له التهجد بالليل، والوتر ولو في أول الليل كل هذا أمر مشروع، والجهاد في سبيل الله فيه تفصيل، إذا استطاع الجهاد وتمكن من الجهاد فالجهاد من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات وقد يكون فرض كفاية، وقد يكون فرض عين، وقد يكون سنة، ففيه تفصيل، فالمشروع لها أن تشجعه على الخير وأن تحثه على الخير ولكن لا تطلب الطلاق لأجل هذا.