الصلاة على الطائرة أو القطار

كيفية الصلاة بالطائرة أو القطار؟ ذلكم أن الراكب يتعرض لأشياء كثيرة من الاهتزاز والانحراف يميناً وشمالاً عن القبلة، وجهوا الناس حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

إذا كان السفر قصيراً صلى الإنسان في البلد التي قصدها، إن كان سفره قبل دخول الوقت، وإن كان سفره بعد دخول الوقت صلى قبل أن يسافر في المطار أو في غيره، أما إن كان السفر طويلاً فإنه يصلي في الطائرة أو فوق القطار والحمد لله، ولا يترك الصلاة حتى يخرج الوقت، يصليها على حسب طاقته إلى القبلة، ويدور مع القطار ويدور مع الطائرة حيث دارت إلى القبلة، ويصلي قائماً إن استطاع، فإن لم يستطع صلى جالساً يدور مع القبلة، مثل صاحب السفينة صاحب الباخرة، كلٌ منهم مأمور بطاقته، الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، فإن استطاع أن يقوم بوسط الطائرة أو بوسط الباخرة، أو في وسط القطار أو في أي مكان منه قام وصلى قائماً وركع وسجد، وكمل صلاته مستقبلاً القبلة، وإذا كانت الطائرة أو القطار أو الباخرة تدور دار معها إلى القبلة في الفريضة، وهكذا في النافلة تجوز في القطار والطائرة؛ لأنه لا يشق أن يدور معها في النافلة، جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان في النافلة أنه كان يصلي على راحلته حيث كان وجهه، في النافلة، وكان إذا أراد الإحرام كبر إلى القبلة ثم صلى إلى جهة سيره على الراحلة، لكن ذكر بعض أهل العلم أن الدوران مع القبلة على الراحلة يصعب؛ لأنه وجهه إلى جهة سير يدبر الدابة، فيصعب عليه أن يلتفت إلى القبلة، لكن في القطار وفي الطائرة وفي السيارة الأمر بيد غيره ليس هو الذي يصرف القطار أو الطائرة، فبإمكانه أن يدور مع الطائرة ولو في النافلة، فليس مثل راكب البعير أو البغل أو الفرس أو الحمار في السفر، بل هو أقدر على الدوران مع القبلة حتى في النافلة، فإذا دار في النافلة حسب ما قال جمعٌ من أهل العلم؛ لأنه يستطيع ذلك فعل ذلك كما يفعله في الفريضة، أما إذا لم يستطع ذلك الدوران فتفوته النافلة التي يحب أني صليها كصلاة الضحى، والتهجد بالليل بالطائرة، ونحو ذلك، فلعل في الأمر سعة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي إلى جهة السير في النافلة، وقد يشق ملاحظة القبلة في الطائرة في حال التهجد بالليل ونحو ذلك، قد يشق عليه ذلك، فلعله إذا صلى إلى جهة سيره في النافلة خاصة لعله يعفى عنه إن شاء الله، إلحاقاً للطائرة بالبعير ونحوه الذي كان يصلي عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جهة سيره، لكن إذا أمكنه أن يستقبل ويدور في النافلة فعل ذلك خروجاً من الخلاف، وعملاً بما قاله بعض أهل العلم في هذا الباب. أما الفريضة فلا بد الدوران فيها، إذا لم يتيسر له أن يصليها في الأرض قبل السفر أو بعد السفر بأن كانت الرحلة طويلة ولا يتمكن من صلاتها في الأرض فإنه يصليها في القطار وفي الطائرة لكن يدور مع القبلة في الفريضة. المذيع/ هذا بالنسبة للانحراف يميناً وشمالاً أما الاهتزاز فبإمكانه أن يصليها؟ نعم يصليها حسب حاله، إن قدر قائماً صلى قائماً، وإلا صلى جالساً، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]. جزاكم الله خيراً