حكم ما يُستورد من اللحوم من بلاد الكفر

السؤال: ما حكم ما يُستورد من اللحوم من بلاد الكفر؟

الإجابة

الإجابة: إن الله سبحانه وتعالى أحل للمسلمين ذبائح أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، فقال تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم}، والمقصود بطعامهم: ذبائحهم، وكان هذا توسعة على المسلمين لا تشريفاً للنصارى واليهود، إنما هو تشريف للمسلمين حين أحلَّ الله لهم ذبائح أهل الكتاب.

واليوم ما زال اليهود يحافظون على الذكاة ولا يأكلون الجيف، فذكاتهم ما زالت مقبولة.

أما النصارى فإنهم لا يحافظون على الذكاة، ويأكلون الجيف، ولا يسألون عن شيء هل هو مذكاً أو غير مذكاً، وسبب ذلك فشو العلمانية في النصارى.

فاليهود ما زال لديهم التزام بديانتهم، أما النصارى فقد فشت فيهم العلمانية، وهذه العلمانية بنوها على قاعدة لديهم، وهي: "دعوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" فقد كانت الكنيسة تتولى الخدمات العامة، ثم بعد هذا جاءت الدولة الحديثة فتولت هذه الخدمات وخرجت من يد الكنيسة، وليس لدى الكنيسة حد يفرق ما بين ما لله وما لقيصر، والحد الذي لديهم أن ما غلب عليه قيصر فهو له، وقد غلب قيصر على قضية الخدمات فقد كانت الذكاة وإقامة الأعياد والمناسبات والاحتفالات ونحو ذلك، كل ذلك كان من أمور الكنيسة فلما أخذته الدولة، وجاءت البلديات والكانسل فأخذت هذه الأمور، تخلت عنها الكنيسة بالكلية، ومن هنا فلا يهتم البابا بما يأكله هل هو جيفة أو غير جيفة، وكذلك من دونَه، فلهذا لم تعد ذكاة النصارى مباحة اليوم، بل لم تعد موجودة أصلاً.

وبالأخص إذا علم أن المجازر الموجودة في بلاد أوربا وأمريكا كثير منها يعمل فيه الهندوس والسيخ والبوذيون، وهؤلاء لا تحل ذكاتهم بالإجماع قطعاً.

وإذا اختلط ما ذكاه مسلم أو يهودي أو نصراني بما ذبحه بوذي أو سيخي أو هندوسي فإن الجميع جيفة لأن المُذكَّى إذا اختلط بالجيفة فهو جيفة لا يحل بالإجماع، فهذا الأمر قاطع فيما يتعلق باللحوم المستوردة من بلاد الكفر.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.