يدعو إلى الله ولكن لا يشعر بامتثال نفسه بكل ما يقول

إنني كثيراً ما أندفع للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، لكنني أُلاحظ على نفسي عدم الامتثال لكل ما أقول، وهذا يجعلني في حيرة وقلق، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

ننصحك بأن تستعين بالله في الدعوة وفي العمل، وأن تجاهد نفسك حتى تعمل بما أوجب الله، وحتى تنتهي عما حرم الله، وحتى تكون من أسبق الناس إلى ما تدعوا إليه من الخير، وحتى تكون من أبعد الناس عما تنهاهم من الشر، حتى لا يحتج عليك من تدعوه إلى الله، وحتى لا يقول: لو كان هذا صادقاً لما خالف قوله عمله وعمله قوله، فالله يقول -سبحانه-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[الصف: 2-3]، فينكر على بني إسرائيل ويقول لهم –سبحانه-: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ[البقرة: 44]، فعليك يا أخي أن لا تجبن وأن لا تضعف عن الدعوة إذا كان عندك علم، تدعوا إلى الله على حسب علمك وبصيرتك، وعليك أن تحذر القول على الله بغير علم، عليك أن تتفقه في الدين وأن تتبصر، وأن تدعوا إلى الله على بصيرة، كما قال -سبحانه-: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ[يوسف: 108]، فإذا كان عندك علم فادع إلى الله على حسب العلم الذي عندك من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وعليك أن تسأل أهل العلم المعروفين بالخير والفضل والبصيرة عما أشكل عليك، وأن تجتهد في تدبر كتاب الله والإكثار من قراءته، وهكذا السنة تجتهد في حفظ ما تيسر منها، وتتعقل مراد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتذاكر أهل العلم في ذلك حتى تكون على بينة، وعليك مع ذلك أن تعمل بما أوجب الله عليك، وأن تحذر ما حرم الله عليك، لكي لا تكون كالفتيلة يضيء للناس ويحرق نفسه، فاتق الله لا تضيء للناس وتحرق نفسك، ولكن أضيء للناس ونور للناس واعمل بطاعة ربك، واحذر معصيته -سبحانه وتعالى-، جعلنا الله وإياك من الهداة المهتدين. جزاكم الله خيراً