حكم الراتب إذا كان من مال حرام

كنت مدرساً للطلاب لتحفيظ القرآن الكريم في إحدى القرى المجاورة براتب شهري، والراتب يدفع لي من قبل آباء الطلبة، وبعد فترة قصيرة تبين لي بأن هذا الراتب من مال حرام، ومع علمي بهذا استمريت في الدراسة لمدة ستة أشهر، أرجو إفادتي ما حكم هذا الراتب الذي تقاضيته في هذه المدة، وهل لي أجر في هذه الدراسة أم لا؟

الإجابة

إذا علمت أنه من مال حرام فلا تأكله ولا تأخذه, والذي دخل عليك تصدق به على الفقراء أو يصرف في مشروع خيري, وإن أكلت السابق الذي لم تعلم به فأرجو ألا يكون عليك شيء لأنك لم تعلم، والله يقول- سبحانه وتعالى- في المرابي: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ(البقرة: من الآية275)، فالذي دخل عليك قبل أن تعلم أرجو ألا يكون عليك حرج في ذلك؛ لأنك لم تعلم وإن تصدقت بمقابله وسلمت منه فذلك أحوط لك، أما الذي علمته أنه حرام ثم أخذته فليس لك، بل يجب عليك أن تخرجه من مالك, وتصرفه في بعض وجوه الخير مثل الصدقة على بعض الفقراء ولا تعلمهم بشأنه, مثل صرفه في تعمير بعض دورات المياه, مثل قضاء الدين عن معسر عليه دين أو ما أشبه ذلك، ولا تأكله أنت لأنك علمت أنه حرام فليس لك أن تأكله، وأما أنت فأنت مأجور إن شاء الله على تعليم القرآن, ولك أن تأخذ الأجرة على تعليم القرآن من بيت المال, أو من الأهالي وأنت على خير إن شاء الله، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ويقول: (إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)، فالمعلم يباح له أخذ الأجرة على الصحيح ولا حرج عليه وهو مأجور.