توجيه حول الإنفاق على الأولاد

والدي متزوج من أربع نساء، وله أربعة عشر ولداً و عشرون بنتاً، فمجموع الأولاد أربعة وثلاثون، والمشكلة -كما يقول-: إن أبي لا ينفق علينا إطلاقاً جميعاً بما في ذلك جدتي (والدته)، ثم يستمر في وصف والده فيقول: إنه غني غناءً فاحشاً -كما يقول- ويملك عقارات كثيرة،

الإجابة

ما ذكرته عن والدك من الأعمال الطيبة يسر كل مسلم فجزاه الله خيراً وتقبل منه أعماله الطيبة في تعمير المساجد والصدقة على الفقراء والمحاويج، أما ما يتعلق بنفقته على زوجاته وأولاده فهذا غلط لا بد أن ينفق على زوجاته، يعني يجب عليه أن ينفق على زوجاته، فالله جل وعلا أوجب عليه ذلك، قال جل وعلا: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف، يعني الوالدات يعني الزوجات، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح لما ذكر الزوجات، (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)، فالواجب عليه أن ينفق عليهن بالمعروف، هذا واجب عليه، وحق عليه، وكذلك أنتم إذا كنتم قاصرين فقراء، وجب عليه أن ينفق عليكم، على الذكور والإناث جميعاً، على الوالد أن ينفق على أولاده إذا كانوا محاويج، أما من كان فيكم غني يستغني عن والده يعني له أسباب تقوم بحاله، فلا يلزم والده النفقة عليه، إنما ينفق على المحتاج، فإن كان بعض البنات قد تزوج واستغنى بالزوج أو عندها مال أو عندها وظيفة وهكذا الأولاد إذا كان عندهم وظائف أو أشغال أخرى تغنيهم فلا يلزمه أن ينفق عليهم، أما ما يتعلق بالورث الله الذي أعطاه إياه، مو هو الذي أعطاه هو، فإذا مات وأنتم موجودون فلكم الورث أغنياء أو فقراء، لكن عليه في الحياة أن يتقي الله وأن يراقب الله سبحانه فينفق على من يستحق النفقة منكم لفقره وحاجته وعلى الزوجات أيضاً مطلقاً ومن كان منكم غنياً من ذكر وأنثى فلا يلزمه ذلك، لا يلزمه الإنفاق عليه، لأنه مستغن بما أعطاه الله من المال.