الإجابة:
أولاً: لم تذكر البدع التي تريد الجواب عنها حتى نذكر لك الجواب، ولكن
نحب أن ننبهك إلى أصل عظيم، وهو أن الأصل في باب العبادات المنع حتى
يرد الدليل عليها شرعاً، فلا يقال: إن هذه العبادة مشروعة من أصلها أو
من جهة عددها أو هيئتها إلا بدليل شرعي، فمن ابتدع في دين الله ما لم
يشرعه الله فما صدر منه مردود عليه، قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وفي
رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد".
ثانياً: ننصحك بتعلم كتاب الله وكثرة تلاوته وتدبره والعمل به والدعوة
إليه، وتتعلم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تدعو الحاجة
إليه فتقرأ [صحيح البخاري] و[صحيح مسلم] وغيرهما من كتب السنة، وتسأل
أهل العلم عما أشكل عليك.
ثالثاً: طريقة "الشاذلية" و"الأحمدية" و"السعدية" و"البرهانية" ونحوها
من الطرق طرق ضلال، لا يجوز للمسلم أن يتبع واحدة منها، بل الواجب
عليه أن يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته من
بعده الذين أخذوا بسنته وكذا من أخذ بها بعدهم، قال صلى الله عليه
وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق
منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله"،
وقال صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وقال صلى الله عليه وسلم:
"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة،
وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث
وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة"، قالوا: من هي يا رسول
الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه
اليوم وأصحابي".
وأما الرد عليهم فيحتاج إلى أن تعرف أنت تفاصيل عقائدهم وبدعهم وشبههم
وتعرض ذلك على الكتاب والسنة، ونرى أن تستعين في ذلك بالكتب المؤلفة
في ذلك؛ ك[السنن والمبتدعات]، و[مصرع التصوف] لعبد الرحمن الوكيل،
و[الاعتصام] للشاطبي، و[الابداع في مضار الابتداع] للشيخ علي محفوظ،
و[إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان] للعلامة ابن القيم، وأمثال هذه
الكتب.
رابعاً: الخلاف الموجود في الفروع الفقهية بين أئمة المذاهب الأربعة
يرجع إلى الأسباب التي نشأ عنها كون الحديث يصح عند بعضهم دون بعض، أو
بلوغ الحديث لواحد دون الآخر إلى غير ذلك من أسباب الخلاف، فيجب على
المسلم أن يحسن الظن بهم فكل واحد منهم مجتهد فيما صدر منه من الفقه
طالب للحق فإن كان مصيباً فله أجران أجر اجتهاد وأجر إصابته، وإن كان
مخطئاً فله أجر اجتهاده وخطؤه معفو عنه.
وأما التقليد لهؤلاء الأئمة الأربعة فمن تمكن أن يأخذ الحق بدليل وجب
عليه الأخذ بالدليل، وإن لم يتمكن فإنه يقلد أوثق أهل العلم عنده حسب
إمكانه، وهذا الاختلاف في الفروع لا يترتب عليه منع المختلفين أن يصلي
بعضهم خلف بعض، بل الواجب هو أن يصلي بعضهم خلف بعض، فقد كان الصحابة
رضي الله عنهم يختلفون في المسائل الفرعية ويصلي بعضهم خلف بعض، وهكذا
كان التابعون وأتباعهم بإحسان.
خامساً: الطريقة السليمة لتفسير القرآن: هي أن يفسر القرآن بالقرآن
وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان
والاستعانة على ذلك بأساليب اللغة ومقاصد التشريع، وأما التفسير الذي
ذكرته لقوله تعالى: {الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ
جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191]، وأن بعض الناس يفسره بالرقص
والأذكار والهمهمة ويتمتم بكلمات غير مفهومة ويميل يميناً ويساراً وهو
يقول: "الله حي"، إلى آخر ما ذكر في السؤال. فهذا تفسير باطل ليس له
أصل مطلقاً.
ونوصيك بمراجعة [تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي] وأشباهها في تفسير
هذه الآية المذكورة في السؤال وأشباهها لتعرف الحقي في ذلك من كلام
أهل التفسير المأمونين.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الخامس والعشرون
(العقيدة).