كنت ضالاً ضلالاً بعيدًا ثم هداني الله لنوره

السؤال: كنت ضالاً ضلالاً بعيدًا ثم هداني الله لنوره والحمد لله، وأحببت الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن والداي دائمًا يعاتباني ويغضبان لما يريان مني من التمسك بالسنة بحجة أننا في زمن متطور، وأن هناك الكثير من العلماء يتساهلون في كثير من السنن بحجة أني لن أصبح مثل الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تمسكت بسنته، فهل أترك الالتزام بالسنة طاعة لهما كما أمرنا الله بطاعتهما في غير معصيته‏؟‏

الإجابة

الإجابة: يجب عليك الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها وألا تلتف إلى عذل من يعذلك أو يلومك في هذا، أما أن الوالدين يلومانك في تمسكك بالسنة ويريدان منك التساهل في ذلك فلا تطعهما في هذا الأمر، خصوصًا إذا كانت هذه السنن من الواجبات التي يجب التمسك بها، لا في المستحبات وإذا لم يصل الأمر إلى د التشدد، أما إذا كان الأمر بلغ بك إلى حد التشدد فلا ينبغي لك ولكن ينبغي الاعتدال والتوسط في تطبيق السنن والعمل بها من غير غلو وتشدد ومن غير تساهل ولا تفريط هذا هو الذي ينبغي عليك؛ وعلى كل حال أنت مثاب إن شاء الله وعليك بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقناع من يلومك في هذا، خصوصًا الوالدين، عليك أن تتبعهما وأن ترغبهما في السنن وتبين لهما ما في ذلك من الثواب والخير فلعله أن يزول عنهما هذا الاعتراض أو هذا الاستغراب، ولعله أيضًا أن يكون هذا العمل سببًا في التزامهما أيضًا بالسنن والاقتداء وتكون أنت داعية إلى الله عز وجل، ولا شك أن الإنسان الذي يدعو إلى الله يجب أول ما يدعو أقاربه وأقرب الناس إليه، والوالدان من أقرب الناس إليك‏.‏
فعلى كل حال إذا كان تمسكك بالسنن لا ينتهي إلى حد الإفراط والغلو فهو أمر محمود وعليك أن تستمر عليه وأن تدعو إليه والديك وغيرهما.