الإجابة:
قال أبو داود في (سننه): باب ما جاء في الصليب في الثوب: حدثنا موسى
بن إسماعيل: نا أبان: نا يحيى: نا عمران بن حطان، عن عائشة: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك في بيته شيئاً فيه تصليب إلا
قَضَبه (1).
قال في الشرح: (باب: في الصليب في الثوب) أي: صورة الصليب فيه،
والصليب -بفتح الصاد وكسر اللام- هو الذي للنصارى، وصورته: أن توضع
خشبة على أخرى على صورة التقاطع يحدث منه المثلثان على صورة المصلوب،
وأصله: أن النصارى يزعمون أن اليهود صلبوا عيسى عليه السلام فحفظوا
هذا الشكل تَذَكرًا لتلك الصورة الغريبة الفظيعة، وتحسُّرا
عليها.
"فيه تصليب"، وفي رواية البخاري: "تصاليب". قال الحافظ: وفي رواية
الكشميهني: تصاوير بدل تصاليب. قال: ورواية الجماعة أثبت؛ فقد أخرجه
النسائي من وجه آخر عن هشام، فقال: "تصاليب". وكذا أخرجه أبو داود من
رواية أبان، عن يحيى. انتهى (2).
والمراد من التصليب: ما فيه صورة الصليب، وقيل: بل المراد مطلق
التصوير، كما في رواية، والله تعالى أعلم.
"إلاّ قَضَبه" بالقاف والضاد المعجمة والموحدة، أي: قطعه وأزاله، وفي
رواية البخاري: نَقَضَه مكان قَضَبه (3).
وقال في (الإقناع) و(شرحه): ويكره جعل صورة الصليب في الثوب، ونحوه،
كالطاقية، والدراهم، والدنانير، والخواتيم، وغيرها، لقول عائشة: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك في بيته شيئاً فيه صليب
(رواه أبو داود)، وقال في (الإنصاف): ويحتمل تحريمه، وهو ظاهر نَقْل
صَالح. قلت: وهو الصواب. انتهى (4).
___________________________________________
1 - البخاري في (صحيحه) (5952) بنحو هذا اللفظ، وأبو داود
(4151).
2 - (عون المعبود) (11/ 206، 207) بتصرف يسير.
3 - (عون المعبود) (11/207).
4 - (الإنصاف) (1/474).