العمل الذي يأجر عليه العبد لابد أن يكون لله

إذا كان الإنسان يعمل الخير ويبتعد عن الشر لمقصد دنيوي، وذلك مثلاً خوفاً من عقاب الله في الدنيا في صحته أو ماله أو ولده، أو تسليط من لا يعرف الله عليه، هل يثاب الإنسان على عمله هذا في الآخرة؟

الإجابة

لا، لابد أن يكون العمل لله، ابتغاء وجه الله والدار الآخرة والثواب منه -سبحانه- الذي وعد به عباده في الدنيا والآخرة، أما إذا كان عمله للدنيا فقط، فليس له عند الله ممن خلق -نسال الله العافية والسلامة-، لابد أن تكون العبادة إذا صلى أو صام أو تصدق إنما قصده الدنيا فقط والحظ العاجل هذا ليس له ثواب في الآخرة؛ كما قال سبحانه: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [سورة الشورى(20)]. ويقول سبحانه: مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا [سورة الإسراء(18)].-نسأل الله العافية-. المقصود أنه إذا عمل عملاً صالحاً يقصد به الله والدار الآخرة، ومن ثواب الله أنه يفعل هذا العمل، هذا من ثواب الله، لكن لا يقصد الدنيا فقط، يقصد ما عند الله من المثوبة التي منها أن الله يبارك له في أمواله، أن الله يكفيه شر الآفات، هذا من ثواب الله، لكن ما يقصد هذا فقط، يقصد ما وعد الله به المحسنين والمطيعين من ثواب الدنيا والآخرة. خاتمة مقدم البرنامج: سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل...