الشك في الطهارة والصلاة

أنا فتاة أبلغ من العمر التاسعة عشرة، أعاني من كثرة الشك في طهارتي ووضوئي وصلاتي، فأنا أعاني من التفكير أثناء الصلاة، ولقد حاولت التغلب على هذه الأفكار ولكن لم أفلح، فأنا أغتسل للصلاة الواحدة أكثر من ثلاث مرات، رغم هذا لا أستطيع التغلب على هذه الأفكار، وأحياناً أعيد صلاتي عدة مرات ولكن دون جدوى، وأحياناً يصل بي الأمر للبقاء مدة ساعتين في الصلاة الواحدة.. ثم تستمر على هذا الحال لتصف حالها سماحة الشيخ، وتستفسر منكم كيف تتصرف وبالذات في شهر رمضان؟

الإجابة

هذا من الشيطان، هذا العمل الذي أصابك من الوساوس هذا كله من الشيطان، الله سبحانه يقول في كتابه العظيم: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ فالإنسان يستعيذ بالله من الشيطان ويقول جل وعلا: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ فالواجب عليك أن تتعوذي بالله من الشيطان وأن لا تخضعي لعدوِّ الله بهذه الوساوس، إذا دخلت في الصلاة فصلي الصلاة التي شرعها الله، كبري أولاً، ثم استفتحي بقولك سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك هذا أفضل عند الاستفتاح، وإذا استفتحت باستفتاح آخر بما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – كفى، ثم تقولين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرئين الفاتحة (الحمد لله رب العالمين..) إلى آخرها، ثم تقرئين ما تيسر معها من السور والآيات ثم تكبرين وتقولين الله أكبر وتركعين في الهواء معتدلة تضعي يديك على ركبتيك معتدلة ورأسك حيال ظهرك تقول سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ثم ترفعين رأسك تقولين سمع الله لمن حمده تقفين وتقولين سمع الله لمن حمده مرةً واحدة ثم تقفين مستقيمة تقولي ربنا ولك الحمد، بعد الاستقامة والوقوف ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملئ السماوات والأرض وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شئت من شيء بعد، وأنتِ واقف مطمئنة خاشعة وتضعين يديك على صدرك وأنت واقفة قبل الركوع وبعده، وأنت واقفة تضعين اليمنى على اليد اليسرى على صدرك وأنت واقفة قبل الركوع وبعده، ثم تنحطين للسجود وأنتِ مكبرة: الله أكبر تسجدين على الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأصابع الرجلين معتدلة ترفعين بطنك عن فخذيك، معتدلة وتقولين سبحان ربي الأعلى، وترفعين ذراعيك عن الأرض، تعتمدي على الكفين في الأرض سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، تدعين الله جل وعلا في السجود، فالله جل وعلا يحب الدعاء في السجود، ومن أسباب إجابة الدعاء السجود، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) فتقولين سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، اللهم اغفر لي وارحمني، اللهم أنجني من النار، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، اللهم أصلح قلبي، تدعين الله بما تيسر، ثم ترفعين تلقائياً وتجلسين على رجلك اليسرى تفرشين اليسرى وتجلسين عليها وتنصبين اليمنى، تقولين ربي اغفر لي، ربي اغفر لي، ربي اغفر لي، وأنتِ مطمئنة اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني، اللهم أصلح قلبي، وعملي ثم تكبرين، الله أكبر تسجدين السجدة الثانية، تقولين سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، الأفضل ثلاث أو أكثر، والواجب مرة، الواجب مرة واحدة، لكن كلما كرر فهو أفضل، وأقل الكمال وأدناه هو ثلاث، ثم تدعين ربك في السجود مثلما فعلت في السجدة الأولى، اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذا الدعاء، وإذا دعوتِ بدعاءٍ آخر مثل اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم اغفر ولوالدي إن كان والداه مسلمين كله طيب في السجود، ثم تكبرين قائمة في الركعة الثانية، تسمين بالله وتقرئين الحمد وما تيسر معها ثم تركعين مثل الركوع الأول، تعتدلي في الركوع وتطمأني وتضعي يديك على ركبتيك معتدلة ورأسك حيال ظهرك وتفردي أصابعك على الركبتين تجافين العضد عن الجنبين وأنت راكعة سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي والواجب مرة واحدة سبحان ربي العظيم، والتكرار ثلاث أفضل، وما زاد فهو أفضل، وتقولين مع هذا سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، مثلما تقولين في الركعة الأولى، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، إذا قلت هذا طيب أيضاً سواءٌ في الركوع والسجود، كان النبي يقوله عليه الصلاة والسلام، ثم ترفعين قائلة سمع الله لمن حمده، مثل الركعة الأولى، سمع الله لمن حمده وأنتِ رافعة من الركوع، وبعد الانتصاب تقولين ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما بينهما من شيء بعد، والواجب ربنا ولك الحمد والباقي سنة، ثم تنحطين مكبرة إلى السجود مثلما فعلت في الركعة السابقة سجدتين في كل سجدة تقولين سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى وتدعين الله فيها، تجلسين بينهما جلسة مطمئنة بين السجدين خاشعة مطمئنة على رجلك اليسرى تنصبين اليمنى، تقولين رب اغفر لي رب اغفر لي، ثم بعد الرفع من السجدة الثانية تجلسين للتشهد الأول تقرئين التحيات تتعلمينها تدرسينها (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) الرجل والمرأة يقول هذا، على الرجل والمرأة جميعاً (التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) هكذا علم النبي الأمة عليه الصلاة والسلام، علم أمته هذا التشهد، والأفضل أن تصلي على النبي (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) كالرجل سواء ثم تقومين للثالثة الظهر والعصر والمغرب والعشاء تقومين للثالثة، وإن قمت قبل الصلاة بعد قولك (أشهد أن محمداً عبده ورسوله) كفى والرجل كذلك، ولكن الأفضل الإتيان بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأول، ثم القيام للثالثة تقومين مكبرة رافعة يديك عند التكبير عند القيام للثالثة كما ترفعين عند الإحرام من التكبيرة الأولى والثانية ترفعين يديك، تقولين عند الرفع الله أكبر عند الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه رافعةً يديك عند التكبير، وعند التسميع إذا رفعت من الركوع، عند قولك سمع الله لمن حمده تكونين رافعة يديك كالرجل، وعند القيام من الثالثة من التشهد الأول ترفعين يديك مكبرة، الله أكبر رافعةً يديك كالرجل ثم تكملين الصلاة، إن كان أربع صليتِ الثالثة والرابعة، تقرئين الفاتحة فقط تكفي الفاتحة الحمد، ثم بعد كمال الرابعة تأتي بكامل التشهد (التحيات لله...) إلى آخره، تصلين على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم تقولين (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال) تدعين أيضاً بعد هذا الدعاء كالرجل (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين، اللهم أنجني من النار، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، كله طيب، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم،كله طيب كالرجل سواءٌ تدعين الله بما تيسر قبل السلام، ثم تسلمين تسليمتين عن يمين وشمال: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، هذا المشروع وهذا التسلم لا بد منه فرض لا بد منه وبذلك تمت الصلاة، وإياك والوساوس إذا فعلت هذا انتهى لا تعيدين الصلاة، ولا تطاوعين الشيطان، ولا تعيدي القراءة، اعلمي أنه من الشيطان إذا وسوس في قلبك أنك ما فعلت قولي كذبت في نفسك، تكذبينه في نفسك في قلبك لا تطاوعينه تكملين الصلاة وانتهي منها ولا تعيدينها، ولا الوضوء حتى الوضوء، إذا فرغت منه لا تعيدينه ولا تطاوعين الشيطان، أنتِ تري أعضائك قد غسلتيها والحمد لله، فالصلاة كذلك إذا فعلت ما ذكرناه فأنت قد صليت واتركي الوساوس ولا تطاوعين عدو الله بإعادة الصلاة، بل اعلمي أنك بحمد الله انتهيت وأن عدو الله إذا قال لك ما صليت أو ما فعلت كذا فهو كذاب، احذريه وقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو في الصلاة، إذا أشغلك قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وانفثي عن يسارك ثلاث مرات، وقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو كنتِ في الصلاة، النبي - صلى الله عليه وسلم - علم بعض الصحابة، جاءه بعض الصحابة قال: (يا رسول الله إن الشيطان قد لبس علي صلاتي، قال: اتفل عن يسارك ثلاث مرات، وقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، قال الصحابي: ففعلت فأذهب الله عني ما وجدت) زالت الوساوس فأنتِ وهكذا غيرك من الرجال والنساء الذين يصابون بالوساوس عليهم أن يحذروا عدو الله وأن يتعوذوا بالله من الشيطان, وأن لا يعيدوا وضوءً ولا صلاة، بل يكتفون بالمرة الواحدة، ولا يطيعون الشيطان، إذا قال ما فعلت ما فعلت يكذبه بقلبه، يرغمه يستعيذ بالله من شره ولا يطاوعه هذا هو الواجب على كل مسلم ومسلمة رزقنا الله وإياك للاستقامة، وأعاذنا الله وإياك من طاعة الشيطان، وأعاذنا أيضاً وجميع المسلمين من طاعة الشيطان.