الإجابة:
الحمد لله
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ، وجمعنا الله في مستقر رحمته ، يوم لا
ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وبخصوص ما ورد في سؤالك ، فننصحك بالابتعاد عن كل من يتكلم في إخوانك
المسلمين أو يقدح فيهم أو يتهمهم ويطعن في نياتهم ، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه
لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع
الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته » رواه أبو داود برقم 4880 ،
وصححه الألباني
ثم إن عليك واجب النصيحة لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل ، وأن يكفوا عن
مثل تلك الألقاب التي تفرق المسلمين ، وما كان من واجب النصيحة لبعض
الأخطاء فإنها لا تكون بالتشهير والطعن في النيات ونحو ذلك .
أما مسألة التكفير ففيها تفصيل . فتكفير من كفره الله تعالى أو كفره
رسوله صلى الله عليه وسلم واجب حتمي ، والله عز وجل قد كفر طوائف في
كتابه ، كما قال تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث
ثلاثة } ، وقال تعالى : { لقد كفر الذين
قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم }
، وتكفير من لم يكفره الله تعالى أو يكفره رسوله صلى الله عليه وسلم
محرم .
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وكما لا يجوز أن نطلق الكفر
على شخص معين حتى يتبين شروط التكفير في حقه ، يجب أن لا نجبن عن
تكفير من كفره الله ورسوله ، ولكن يجب أن نفرق بين المعين وغير المعين
" شرح كتاب التوحيد 2/271
ثم إن كل من اتهم شخصاً بتهمة فعليه الدليل { قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
{ فَإِذْ
لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ
الْكَاذِبُونَ }
والمشكلة المنتشرة بين بعض المنتسبين إلى الدين هداهم الله أنهم يرمون
الناس بتهم لا تعتبر أصلاً في الشرع من الأمور القادحة والمخلّة
بالدين .
ثم لا يأتون على ذلك بدليل ويتابعون هوى أنفسهم ، فالنفس تحب أن تنصب
نفسها حكماً على العباد تجرح وتعدل وترفع وتخفض وتنبز .
والواجب مخالفة هوى النفس في هذا وميزان الناس بميزان الشرع وتذكر
حسناتهم والمناصحة لأخطائهم .
والله الموفق .