الإجابة:
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن دخول الكنيسة يحرم، إذا كان الغرض منه حضور أعيادهم الباطلة، أو مشاركتهم في شعائرهم الدينية، وما شابه، أما إن كان الدخول لغرض آخر - كحضور حفل نكاح لا يشتمل على محرم مثل وجود الخمور والموسيقى– فجائز؛ فقد دخل الصحابة رضي الله عنهم الكنيسة في فتوح الشام؛ تلبيةً لدعوة القساوسة، وتناولوا فيها الطعام، قال ابن قدامة في "المغني": "وهذا اتفاق منهم على إباحة دخولها"، وقال ابن مفلح في "الآداب": "وله دخول بيعة وكنيسة ونحوهما"، ونَقل عن الإمام أحمد أنه قال: "يكره إن كان ثَمَّ صورة"، ونقل عنه رواية أنه كرهها مطلقًا، وقال ابن تميم: "لا بأس بدخول البيع والكنائس التي لا صور فيها"، وقال ابن عقيل: "يكره، كالتي فيها الصور".
وعليه: فإن كنت دخلت الكنيسة بالضوابط المذكورة آنفًا، فلا شيء عليك، وأما إن كنت قد وقعت في محذور شرعي؛ كبقائك مع وجود الخمر، والموسيقى، أو ترديدك بعض العبارات الباطلة خلف القسيس، أو غير ذلك، فتلزمك التوبة والاستغفار.
وأما صلاتك في بيت أهل زوجتك فتصح، إذا أديت الصلاة في مكان طاهر، ولم يقع ما يبطلها، وقد نص العلماء على كراهة الصلاة في أماكن بها خمور أو محرمات؛ قال الإمام النووي رحمه الله في "المجموع": "الصلاة في مأوى الشيطان مكروهة بالاتفاق، وذلك مثل: مواضع الخمر والحانة، ومواضع المكوس، ونحوها من المعاصي الفاحشة، والكنائس، والبيع، والحشوش، ونحو ذلك؛ فإن صلى في شيء من ذلك، ولم يلمس نجاسة بيده، ولا ثوبه، صحت صلاته مع الكراهة".
وننبه الأخ السائل إلى أن صلاة الفرض تجب في المسجد، مع جماعة المسلمين، على الرجال غير المعذورين، فإن تَعذَّر، فصلاتك في حديقة أو نحوها -إن لم تكن نجسة- يكون أفضل من صلاتك في مثل هذا المكان.
كما يجب عليك ألا تشارك هؤلاء القوم في شيء من طقوسهم، وشعائرهم المنحرفة الباطلة، وننصحك بسرعة البحث عن سكن خاص بك، والابتعاد بزوجتك عن هذا المكان المتوقع وجود بعض المخالفات الشرعية فيه، بل لعل الله يعينك على أن تعود لبلدك وتترك بلاد الكفر التي لايكاد ينجو أحد من الآثام مع بقائه فيها.
واعلم أنه يجب على زوجتك ما يجب عليك من أداء الشعائر الدينية، وإلا كان إسلامها غير صحيح،، والله أعلم.