حكم صلاة الفاتح على النبي وبصوت عال بعد كل فريضة

ما هو حكم صلاة الفاتح على النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصيغة: (اللهم صلِّي على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى الصراط المستقيم... إلخ)؛ لأنها كثيراً ما تقال عند الفرائض بصوت عالٍ، يرددها الإمام ويرددها المصلون خلفه؟ أفيدونا أفادكم الله؟.

الإجابة

هذه الصلاة مما أحدثها أصحاب الطريقة التيجانية ، وهي في نفسها ما نعلم بها مانع ، فإنه الفاتح لما أغلق من جهة النبوة ؛ لأن النبوة كانت أولاً انتهت بعيسى - عليه الصلاة والسلام - ثم فتح الله ذلك على يده - صلى الله عليه وسلم - فأنزل عليه الرسالة ، وأمره أن يبلغ الناس - عليه الصلاة والسلام - ، لكن في هذا إجمال الفاتح لما أغلق فيه إجمال ، وأما الخاتم لما سبق فهو خاتم الأنبياء - عليه الصلاة والسلام - ، وهو ناصر الحق بالحق ، والهادي إلى الصراط المستقيم ، كل هذا حق ، لكن استعمال هذه الصيغة التي أحدثها التيجانيون ينبغي ترك ذلك ، وعدم استعمالها لأنها إحياء لشيء لا أصل له ، وفيما بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصيغ ما يشفي ويكفي، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لما سئل كيف نصلي عليك؟ قال عليه الصلاة والسلام قولوا: (اللهم صلي على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد). وهذه صيغة عظيمة كافية شافية ، وهناك صيغ أخرى أرشد إليها - عليه الصلاة والسلام - منها: (اللهم صلي على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد). ومنها الصيغة أخرى : (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد). وهناك صيغ أخرى ، فما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمل وهو الأفضل والأولى من هذه الصيغة التي أحدثها التيجانيون. والمؤمن يستعمل الصيغ الشرعية التي استعملها النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ، وأرشد إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعليمه إتباعاً له - صلى الله عليه وسلم - ، وطاعة لأمره ، وتأسياً به وبأصحابه - رضي الله عنهم وأرضاهم - ، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن وأن لا يعتنق صيغة أحدثها من ابتدع في الدين ، ثم أيضاً كونهم يتعاطون ذلك ويجهرون بهذا بعد الصلاة هذا بدعة حتى ولو بالصيغة الثانية كونه يتعاطون هذا بعد الصلاة ويرفعون أصواتهم بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا ليس له أصل سواءً بهذه الصيغة أو بغيرها وإنما يصلي الإنسان بينه وبين نفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمام الدعاء يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أمر مشروع في سائر الأوقات كونه يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو ربه في ليله وفي نهاره وفي طريقه هذا شيء مشروع والإكثار من الصلاة والسلام على النبي هذا أمر مشروع عليه الصلاة والسلام والله يقول - جل وعلا -: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [(56) سورة الأحزاب]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من صلَّى علي واحدة صلى الله بها عليه عشراً). والصلاة عليه والسلام أمر مشروع لكن على الوجه الذي فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى الوجه الذي فعله أصحابه - رضي الله عنهم - ، أما أن يقوم فيصلي بهم جهرة بعد السلام هذا لا أصل له هذا من البدع ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وهكذا ما يفعله بعض الناس إذا فرغ من الأذان قال لا إله إلا الله رفع صوته مع الأذان بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أيضاً بدعة وإنما يكمل الأذان بلا إله إلا الله ثم ينهي الأذان وينهي المكبر ، ثم يصلي على النبي بينه وبين نفسه ، الصلاة العادية التي ليس فيها جهر ، بل الكلام العادي يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يقول : (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة... ) إلخ. أما أن يجعلها مع الأذان جزءً من الأذان فهذا بدعة. بارك الله فيكم. وهذا السائل المغربي: محمد بن أحمد بن الطيب، له عدة استفسارات لا تعلق لها بهذا البرنامج، فنود منه أن يخاطب بها المسئولين عن الإذاعة مباشرة فيما يتعلق بالبرامج الأخرى، وبالنسبة للفتاوى وما يجاب عليها خطياً فيخاطب الرئاسة العامة للإفتاء في المملكة لتجيبه على ذلك.