قد أحسنت فيما فعلت من نصيحتها ودعوتها إلى الخير ، وقد أساءت في رجوعها إلى الباطل ، وعدم صلاتها ؛ لأن الصلاة عمود الإسلام ، من ضيعها ضيع دينه ، ومن تركها كفر - نعوذ بالله من ذلك - ، وقد صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). فهذا يعم الرجال والنساء . وقال عليه الصلاة والسلام: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) . وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) . فقد أحسنت في مقاطعتها وهجرها حتى تتوب إلى الله - عز وجل - ؛ لأن هذا منكر عظيم ، بل كفر ، فالواجب هجرها وهجر زوجها حتى يتوبا إلى الله - عز وجل -، وإن ظهر أمرهما، وعرف أنهما لا يصليان ، فيجب رفع أمرهما إلى أولياء الأمور إذا كانا في بلادٍ إسلامية ، يقيمون الصلاة، ويعاقبون عليها يرفع بأمرهما حتى يستحقا أن يعاقبا على ذلك بالقتل ، فإن من ترك الصلاة يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ، قتله ولي الأمر ، ولي أمر المسلمين أو نائبه. فالمقصود أن عليك العناية بنصيحتهما جميعاً ، ولو من طريق الهاتف ، أو المكاتبة أو توكيل من ينصحهم لعل الله يهديهم بأسبابك ، أما قطعك لهم وهجرك لهم هذا كله طيب وواجب إذا كان يرجى فيه خير ، أما إذا كنت لا ترجو من وراء الهجر خيراً فلا مانع من الاتصال بهم لا للأكل عندهم والشرب والأنس بهم لا ، ولكن لمجرد الدعوة والتوجيه والإرشاد ، لا للأكل معهم أو الضحك معهم ، أو الأنس معهم ، لا ، بل تلقاهم بوجه غير منبسط، بل وجه مكفهر حتى يرجعا إلى الحق حتى يتوب إلى الله - عز وجل - ، وقد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من الصحابة في أقل من هذا ، تخلفوا عن الغزو بغير عذر يوم تبوك فهجرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر المسلم بهجرهم ، فهجروا خمسين ليلة حتى تاب الله عليهم ، فإذا كان من تخلف عن الغزو بغير عذر يهجر فالذي تخلف عن الصلاة التي هي عمود الإسلام أولى وأولى بها، لكن إن رجوت فيهم خيراً فلا مانع من الاتصال بهم ، ودعوتهم إلى الله ، ونصيحتهم لعلَّ الله يهديهما بأسبابك.