مثل هذا لا يصح صيامه ؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر على الصحيح من أقوال العلماء ، الذي يصوم رمضان ويدع الصلاة قد كفر بتركه الصلاة وبطل عمله ؛ لأن الله قال - جل وعلا -: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [(88) سورة الأنعام]. وقد ثبت عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (رأس الأمر الإسلام - يعني الشهادتين - وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) . وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) . فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها كلها تدل على كفر تارك الصلاة ، فالذي ما يصلي إلا في رمضان ثم يدع الصلاة ، أو يصلي بعض الشهور ويدع بعض الشهور ، أو بعض الأيام ويدع بعض الأيام ، أو يصلي الظهر ويترك العصر ، أو الفجر ويترك الظهر ، أو يترك المغرب أو ما أشبه ذلك، هذا متلاعب ، هذا لا دين له ، يجب أن يصلي الصلاة الخمس جميعاً ويحافظ عليها ويتقي الله ، أما إذا كان تارة وتارة فهذا لا يصح ، ولا يكون مسلماً على الراجح من قولي العلماء ، أما إن جحد وجوبها وقال ما هي بواجبة هذا كافر عند الجميع - نسأل الله العافية -. أما إذا كان يعلم أنها واجبة ولكنه يتساهل فيصلي في وقت ولا يصلي في وقت ، فهذا يكون كافراً على الصحيح للأحاديث السابقة وما جاء في معناها، ولا ينفعه صوم رمضان وقد ضيع الصلاة، فالواجب عليه التوبة إلى الله والندم واستقبال زمانه بالتوبة الصادقة ، وبأداء الصلاة ، ومن تاب تاب الله عليه - سبحانه وتعالى-. بارك الله فيكم.