حكم وضع الحبوب الجيدة من الخضار والفواكه فوق والرديء تحت

نحن أناس مزارعون، وعندما نريد بيع الخضار والفواكه نجعل النوع الجيد في أعلى السلال، والرديء في أدناها - أو الحبة الصغيرة - في أسفل السلال، فما حكم عملنا هذا؟ وجهونا جزاكم الله خيراً، وقد نوقشنا في هذه المسائل، فالبعض يقول: إن هذا من توريد البضاعة، والبعض الآخر يقول: إنه من تزوير البضاعة، فما هو القول الصحيح

الإجابة

الواجب على المسلم أن لا يغش إخوانه في كل شيء، فإذا عرض بضاعة بعضها رديء وبعضها طيب لا بد يبين للجميع، لا يجعل الرديء أسفل والطيب فوق، بل يجعلها في إناء يتضح فيه الجميع، أو الوكيل يبين يقول ترى الأسفل كذا صفته كذا وصفته كذا، يبين ولا يغش الناس، لا يجوز لكم ولا لغيركم أن تغشوا الناس لا في الفواكه ولا في التمور ولا في غير ذلك، يجب أن يكون أسفل البضاعة مثل ظاهرها يبين كل شيء؛ لأن المسلم أخو المسلم لا يضره ولا يخونه ولا يغشه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من غشنا فليس منا)، والله يقول جل وعلا:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(27) سورة الأنفال، هكذا يقول سبحانه وتعالى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) سورة الأنفال، ويقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا (58) سورة النساء)، ويقول جل وعلا:وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8) سورة المؤمنون، هذه صفة المؤمن، وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مر على صرة من طعام في السوق، مر في السوق على إنسان يبيع الطعام، فأدخل يده في الصرة فنالت أصابعه بللاً فقال: (يا صاحب الطعام ما هذا، قال: أصابت السماء يا رسول الله - يعني أصابه المطر - قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غشنا فليس منا) هذا واضح في المسألة، مسألتك أيها السائل هذه منها، فإذا عرضت حبوباً أو فواكه أو غير ذلك فالواجب عليك يا أخي أن تبين كل شيء، وعلى وكيلك ذلك أيضاً، وإلا صار خائناً غاشاً فعليك وعلى الوكيل بيان الحقيقة، الباطن والظاهر من التمر والفواكه وغير ذلك، حتى يكون المشتري على بينه، وحتى تسلم من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من غشنا فليس منا) وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً