الإجابة:
أنصحك أن تصارحي أمك بمشاعرك، وأن تقبلي به زوجاً، لأن رفضه لم يكن له
سبب وجيه، وكيف يعقل أن تعلقي قرارك على كون امرأة أخرى لا تريد لهذا
الزواج أن يتم لأسباب غير منطقية البتة؟ إن قرار الزواج لا ينبغي أن
تراعى فيه مشاعر الناس الآخرين، لا سيما إذا كانت مبنية على أهواء ليس
لها أساس من الشرع.
فتوكلي على الله تعالى وأخبري أمك برغبتك في هذا الخاطب واسألي الله
تعالى أن يتم الأمر إن كان فيه خيراً لك. والله أعلم.
تعقيب من الأخت السائلة:
أبعث برسالتي هذه شكراً لكم ومناجاة لحل مشكلة أخرى. قريبتي التي
أخبرتكم عنها هي ليست إلا خالتي وهذه هي المشكلة. لو أنني أستطيع
إيقافها عند حدها لفعلت ولكن أمي تمنعني من ذلك. حدث لي معها أكثر من
موقف تقوم بتجاهلي فيه، وصدر منها أمام أمي ما يسيء إلي وإلى إخوتي.
وحينما أخبرتني أمي بما حدث لم أتمالك نفسي فأسرعت بسؤالكم. وأنا الآن
أسال الله أن يوفقكم وينيركم ويوجهكم إلى ما هو خير لي ولعائلتي من
هذه الخالة الشريرة.
جواب الشيخ حامد:
إذا كان السؤال من الموقف من هذه الخالة، فالجواب أن هذا من بلاء
الدنيا، فهي هكذا خلقها الله تعالى لا تخلو من بلاء. وقد يبتلى العبد
بالفقر أو المرض أو ابن عاق أو والد يؤذيه، أو قريب يظلمه، أو تبتلى
الزوجة بزوج ظالم، ويبتلى الزوج بزوجة فاسدة، وقد تبتلى البنت بأم
ظالمة قاسية. وعلى المؤمن أن يصبر على بلاء الدنيا، ويستعين على الناس
بالتقوى فإن من اتقى الله اتقاه الناس، ومن أطاع الله أطاعه الناس،
ومن أحب الله أحبه الناس، ومن اشتغل بالله انشغل الناس به، فإن ابتلي
بعدو أو حاسد كفاه الله عدوه من حيث لم يحتسب، أو جعل أذى عدوه رفعة
له عند الله وثواباً يبلغ منزلة ما كان يبلغه بعمله، وقد كان أبو لهب
يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، ويمشي وراءه يكذبه ويفتري عليه،
ويتهمه وهو صابر على أذاه، حتى نزلت فيه السورة ثم مات وهو على كفره
وأذاه للنبي صلى الله عليه وسلم. فكيف بنا نحن لا نصبر على أذى الخلق،
وظلمهم، ونحتسب ثواب ذلك عند الله تعالى؟
والله أعلم.