الإجابة:
هذه العلاقة غير شرعية، والزواج هكذا ليس زواجًا وإنما هو لعب ولهو؛
فالزواج لا يكون شرعيًا إلا بولي المرأة والشاهدين، والصيغة بين الولي
والخاطب يقول الولي "زوجتك فلانة" برضاها ويقول الخاطب "قبلت"،
ويشهد على ذلك الشاهدان، فتصبح زوجته.
وعلى هذا الشاب أن يأتي أهلك ويخطبك منهم، ويتزوجك كما أمر الله
تعالى، فحينئذ تكون علاقتكما شرعية، أما التعارف بين الجنسين هكذا فلا
يجوز شرعًا، وعليه أن يخاف الله تعالى في إقامة علاقة مع فتاة أجنبية
عنه في حين هو لا يرضى بمثلها لو فعلت ذلك أخته مثلا.
والمؤمنون والمؤمنات أخوة في الله تعالى، لكن لا يجوز للرجل أن يقيم
علاقة صداقة خاصة بامرأة ليست محرما له ولا هي زوجته. وهذا لا يمنع أن
يحب الرجل المرأة الصالحة في الله تعالى، وتحب المرأة الرجل الصالح في
الله تعالى، فهذا من الإيمان ولكن لا يجوز أن يقام على أساس هذا علاقة
ارتباط خاصة كما يكون بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة، يتصادقان
ويفضي بعضهما إلى بعض بمكنون النفوس والأسرار والخصوصيات، لأن ذلك
من مداخل الشيطان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم موجها كلامه للصحابة
الذين هم أبعد الناس عن الريبة "إياكم والدخول على النساء" قالوا يا
رسول الله فالحمو، قال "الحمو الموت" والحمو قريب الزوج، وهو تحذير
نبوي من خطر العلاقات غير المنضبطة بين الجنسين، لا سيما وأن الحب في
الله قد يختلط بشعور الأنس الغريزي والميل الفطري بين الجنسين، ويجعل
الشيطان الحب الإيماني مدخلا إلى العشق الشيطاني. وقد قال بعض العلماء
إن الشيطان يقيم تسعة وتسعين حيلة من الحق ليوقع فريسته بعدها في شرك
الباطل، ومازالت أمة الإسلام لا تعرف التآخي الخاص بين رجل وامرأة،
وإنما وقع في هذه الخدعة الشيطانية المتصوفة فأوردهم ذلك دكادك من
النار والعياذ بالله تعالى. فعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من مداخل
الشيطان، لاسيما ومن المعلوم أن أشد مداخله خطرًا ما يكون من جهة
الشهوة بين الجنسين، ولهذا فقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم
أكثر من غيرها. وأسأل الله لكما الهداية.
والله أعلم.