تفسير قوله تعالى" حِجراً مَحجوراً "

السؤال: ما معنى قول الله عز وجل: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً}، ما معنى: {حجراً محجوراً}؟

الإجابة

الإجابة: قول الله تبارك وتعالى: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين} هذا إخبار منه سبحانه وتعالى للكفار الذين طلبوا أن تنزل عليهم الملائكة ليكون هذا دليلاً على صدق الرسول صلوات الله وسلامه عليه، كما قال جل وعلا: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا}، وقال جل وعلا: {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً * يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً}، الذين لا يرجون لقاء الله هم الكفار لأنهم لا يخافون، ولا ينتظرون لقاء الله، لأنهم لا يؤمنون أن هناك يوم قيامة، وليس هناك بعث، ومن كبرهم وعنادهم طلبوا الآية على الإيمان بأن يروا الله تبارك وتعالى، ثم قال جل وعلا: {يوم يرون الملائكة} أي يوم القيامة سيرونهم، {لا بشرى يومئذ للمجرمين} وذلك أن الملائكة الذين سيرونهم هم ملائكة العذاب، يأخذون بناصية الفرد فيهم وبقدميه ويلقونه في النار، كما قال جل وعلا: {فيؤخذ بالنواصي والأقدام}، وملائكة العذاب شداد غلاظ كما قال تبارك وتعالى: {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، فيوم يرون الملائكة لن يكون بشرى لهم، ثم أخبر الله تبارك وتعالى أن إنزال الملائكة لهم في الأرض يكون بأحد أمرين: إما أن ينزله بصورته، فعندها سيموتون ويهلكون فور رؤيتهم للملك على صورته التي خلقه الله عليها، أو سماعهم لصوته الذي أعطاه الله إياه، كما أخبر تبارك وتعالى بأنه أهلك أمة كاملة بصرخة ملك فيهم {إن كانت إلا صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر}، كالهشيم المحتظر، تعني كعيدان الذرة مثلاً إذا تركتها سنة ثم ذهبت لتراها ستكون قد أصبحت دقاق تدق وتذوب، فالله أخبر أنه إذا جاء الملك بصورة بشر لن يصدقوا أن هذا ملك، وسيقولون من أين نعرف أنك ملك كما قال تبارك وتعالى: {ولو جعلناه ملكاً لجعلناه بشراً وللبسنا عليهم ما يلبسون}، وعليه فطلبهم برؤية الملائكة لا معنى له من هؤلاء المتعنتين المذنبين، {لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً} يعني يقول هؤلاء الكفار ليت بيننا وبين الملائكة حجر، والحجر هو الحاجز، ومحجوراً أي لا نراهم ولا يرونا، أي سيتمنون أن يكون بينهم حاجز يوم القيامة لكن هذا لا يكون.