خروج المرأة إلى طلب العلم

السؤال: هل لطالبة في معهد تعليم البنات أن تذهب إليه للدراسة مع أن لها أولاداً صغاراً، وتارة يكون أحدهم مريضاً وتتركه عند أمها، مع العلم أنه في زمن الرضاعة؟ وهل يجوز لها الذهاب إذا كانت مدرسة لها نفس الحال؟

الإجابة

الإجابة: نعم، لابد من التعاون على البر والتقوى، ومن هذا تعاون الأم مع ابنتها في حضانة أولادها وقيامها بشؤونها لتدرس هي، وما قصرت عنه الأم من الدراسة ينبغي أن تعين عليه ابنتها، حتى تصل إلى ما لم تصل هي إليه من مستويات العلم النافع، والدراسة في هذه المعاهد الشرعية كمعهد تعليم البنات، فيها خير كثير، وفيها استغناء عن المدارس المختلطة، وفيها تعلم للقرآن والسنة والآداب الشرعية، والتي تقصده بهذه النية هي مجاهدة في سبيل الله، حتى ترجع، كما أخرج مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: «من خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا علم يعلمه أو يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله رجع غانماً».

وكذلك المدرِّسة فإنها تقوم بفرض لابد من أدائه، ولذلك تتعاون مع أمها أو جارتها من أجل العلم، وقد عرفتم ما ثبت في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه أنه كان يسكن في العوالي وهي منطقة حول المدينة، أقربها إلى المدينة ميلان وأبعدها ثمانية أميال، وكان له جار من الأنصار، فعقدا اتفاقية ليست مثل اتفاقيات الساسة ولا التجار، اتفاقية عمر بن الخطاب مع جاره من الأنصار، يحضر أحدهما يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتعلم ما ينزل في ذلك اليوم من العلم والوحي ويأتي به إلى صاحبه فيعلمه إياه في الليل ثم يخرج الآخر غداً، والذي بقي يقوم بشؤون الآخر وضيعته وأهله ومزرعته، فكان التعاون بينهما قائماً على هذه الاتفاقية.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.