ما يعين على قيام الليل

السؤال: أنا ليست عندي مشكلة في قيام الليل، ولكن عندما أقوم أجد نفسي متكاسلاً وقلبي قاسياً، ولا أستطيع أن أبكي، فأقول لنفسي: إن الله ينزل الآن أريد أن أعظها، فأريد أن تقول لي ما أفعل؟

الإجابة

الإجابة: إن التكاسل الذي يقع سببه متنوع، فمنه التعب في النهار، أن يكون الإنسان قد تعب طيلة النهار، وإذا كان الحال كذلك فذلك الكسل غير مذموم، وهو من مجاهدة النفس التي فيها مصابرة، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران]، وقد ورد مدحها في عدد من الأحاديث، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسافر الذي يخرج بالرفقة طيلة اليوم، حتى إذا عرسوا ونزلوا فناموا قام يصلي، فهذا من الذين يضحك الله إليهم جل جلاله، فهو قد تعب طيلة النهار في السفر ثم إذا نام أصحابه قام هو يصلي والناس نيام، فلذلك هذا النوع يدخل في مجاهدة النفس.

أما ما يحصل من الكسل بسبب عدم الذكر عند الاستيقاظ فذلك مذموم، فإن الشيطان يعقد على قافية الإنسان إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب في كل عقدة إنَّ عليك ليلاً طويلاً فنم، فإذا قام فذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا صلى انحل كل عقده فأصبح طيب النفس، وإذا لم يذكر الله ولم يتوضأ ولم يصلِّ أصبح كسلان خبيث النفس، فلذلك إذا أراد الإنسان النشاط للعبادة والطاعة فعليه أن يبدأ أولاً بالذكر والوضوء والسواك، ثم يصلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد كان إذا استيقظ يمسح النوم عن وجهه، ويذكر الله تعالى، ثم يشوص فاه -أي يستاك- ويتوضأ ثم بعد ذلك يصلي ما كُتب له.

وأما ما يتعلق بقسوة القلب فإن لها أسباباً أيضاً ولها علاج، فمن علاجها تذكر الآخرة، تذكر سرعة الزوال والانتقال من هذه الدار، وعيادة المرضى وزيارة القبور وشهود الجنائز، ومنها كذلك ما يذكر الإنسان به نفسه ويعظ به نفسه من مواقف القيامة ومشاهدها، ومن القرآن مما يقرؤه في صلاته، ومثل ما ذكر السائل من تذكيره لنفسه بساعة النزول: "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل، فلا يزال يقول: ألا من يدعوني فأستجيب له ألا من يسألني فأعطيه ألا من يستغفرني فأغفر له"، فهذا وقت عظيم، وقد حصلت قصة عجيبة في رمضان الماضي كتب لي سائل فيها أنه نام وكان يقرأ القرآن ويبكي من خشية الله فغلبته عيناه فنام، فأتاه آتٍ في الليل في النوم، فقال له: يا فلان قم فاسأل الله فقد نزل ربنا في هذه الساعة إلى سماء الدنيا وهو الآن يقول: ألا من يسألني فأعطيه، وعلامة ذلك كما قال له أنك تستطيع أن تقرأ المصحف الآن دون إنارة، فاستيقظ والمصحف مطروح حوله، أيضاً قرأ عليه الآتي هذا في المنام قرأ عليه قول الله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر 69]، ولم يكن هو يعرف في أي سورة هذه الآية، قال: ففتحت المصحف فإذا هذه الآية بين يدي، فقرأ المصحف من غير إنارة، ويقول إن ضوء القمر تغير عن عادته، أنه نظر ضوء القمر فإذا هو أنور من عادته في ذلك الوقت.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.