الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله
العادة السرية محرمة ولايصح أن الإمام أحمد رحمه الله قال بكراهتها
وإنما يقول بتحريمها ، ولعل المقصود كراهة التحريم والدليل على
تحريمها قوله تعالى { والذين هم لفروجهم
حافظون إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى
وراء ذلك فأولئك هم العادون } والعادون هم الذين يتعدون حدود
الله تعالى ، ويدل على تحريمها أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (
البر حسن الخلق ، والإثم ماحاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس )
رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان ، وهذه العادة القبيحة تورث
اكتئابا وضيقا في الصدر وشعورا بالإثم ، ويكره فاعلها أشد الكراهية أن
يعلم الذين يعرفونه أنه يمارسها ، فهي من الإثم ، ويدل على تحريمها أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال « يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» ولو كانت هذه العادة القبيحة
مباحة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليها الشباب ، لأنها أيسر
عليهم لو كنت مباحة من الصوم ، ولكن لما كانت إثما ومعصية اختار لهم
النبي صلى الله عليه وسلم الصوم ، كما قالت عائشة رضي الله عنها « ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين
إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما» فدل على أن العادة السرية إثم ،
ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم إرشاد الشباب إليها . وهي مع ذلك
تورث ضعف القدرة الجنسية ، وغالب الذين أدمنوها قبل الزواج ، ضعفت
قدرتهم الجنسية بعد الزواج ، وربما أدت إلى العقم ، بالإضافة إلى ما
تؤدي إليه من أمراض أخرى ذكرها الأطباء ، وغالب من يدمنها تؤدي به إلى
إدمان مطالعة الصور العارية ، وتقوده إلى فعل الفاحشة ، لأن السيئة
تورث السيئة، كما أن الحسنة تورث الحسنة ، وأنصح السائل أن يتوكل على
الله تعالى ويعزم على ترك هذه العادة القبيحة ، وأن يعجل بالزواج ،
فإن لم يقدر عليه ، فليستعن بالدعاء في أوقات الاجابة ، والصوم وكثرة
الذكر وقراءة القرآن ، وصحبة الصالحين ، والمحافظة على الصلاة في
جماعة ، وليستحضر أن حلاوة الانتصار على الشهوة والشيطان أحلى من كل
حلاوة وألذ من كل شهوة ، وأنه إذا لم يعزم على ترك هذه العادة ،
فسيبقى دائما أسيرا لهذه العادة القبيحة ، ودنائتها ، فاقدا للثقة
بنفسه ، ضعيفا أمام شهوته ، وأنه إذا تركها أورثه ذلك ثقة بالنفس
واعتزازا ، وقوة على طاعة الله تعالى ، ومحبة للعمل الصالح ونشاطا فيه
، فينال خير الدنيا والاخرة ، وأنه إذا بقي حبيس هذه العادة ، أقعدته
عن فعل الخيرات ، وثبطته عن الأعمال الصالحات ، فليحذر من ضياع شبابه
في الإثم والمعاصي ، والله المستعان .