ما دام الوالد لم يطلق فإن عليها أن تسمع وتطيع وتخرج معه حيث أراد إذا أسكنها في محل مناسب ومسكن مناسب، ولا يلزمها أن تكون مع ضرتها في مسكن واحد إلا إذا كان المسكن واسعاً بحيث يكون لكل واحدة شقة تخصها فلا بأس، وليس لها أن تعصيه وما مضى من التساهل ينبغي التسامح, وإذا طلبت نفقتها الماضية فلها حق إن أعطاها ذلك وإلا فلها أن تطالبه لدى المحكمة وإن سمحت فهو خير وما عند الله خير وأبقى، والتسامح من أسباب دوام العشرة, ومن أسباب طيب الخواطر وعدم تأثر أبيك عليها، فالأولى والذي ننصح به أنها تسمح عما مضى, وتنتقل مع الزوج حيث أراد إذا أسكنها في المحل المناسب، وما مضى يعفو الله عنه من الجميع ينبغي فيه التسامح هذا هو الذي ننصح به، أما مسائل النزاع والخصومات هذا عند المحاكم، لكن هذا ننصح به أمك أن تسمع وتطيع لزوجها، وألا تأخذه بالماضي, ولها حق في الماضي من جهة النفقة وإذا كنت قمت بالنفقة عليها بالنيابة عن أبيك فالحمد لله. هل من كلمة إلى مثل هؤلاء الأزواج سماحة الشيخ؟ نعم ننصح الزوج هذا بأن يتقي الله وأن يحسن إليها، وأن يعدل بينها وبين ضرتها, وأن يعطيها ما يسمح خاطرها عما مضى من الهجر والتساهل وعدم الإنفاق، هذا ما ننصحه به؛ لأن النفوس قد يعتريها ما يعتريها عند الإهمال والإضاعة والهجر, فينبغي له أن يفعل ما يطيب النفس, ويزيل ما في النفس من جهة أم أولاده، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، وهذا أولى من المحاكمة والمخاصمة.