الإجابة:
جوابنا على ذلك:
الحديث الأول: إن صحَّ فهذا غاية ما يقدرون عليه، لأن معالم الإسلام
قد اندسرت فلا يدرون عنها فيشبهون من آمنوا ثم ماتوا في أول الإسلام
قبل أن تفرض الفرائض.
الحديث الثاني: قال ابن عبد البر فيه راوٍ مجهول، وعلى تقدير صحته
فلفظه في أبي داود: "من أحسن وضؤهن،
وصلاتهن في وقتهن، وأتم ركوعهن، وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر
له، وإن شاء عذبه"، فقوله: "ومن لم
يفعل" أي يُحسن الوضوء ويُتم الركوع إلخ وهذا غير مجرد الفعل،
وعلى فرض أن يراد به مجرد الفعل فالنصوص الدالة على كفر تارك الصلاة
فيها زيادة والأخذ بها واجب.
الحديث الثالث: لعله من عجائب جسرة التي أشار إليها البخاري حيث قال:
عند جسرة عجائب، وإذا لم يكن من عجائبها فقدامة ابن عبد الله الراوي
عنها قيل: إنه أفلت أو فليت العامري الذي لم يفلت من كلام الناس بعضهم
فيه، فإن لم يكن إياه فليس الحديث بصريح في عدم كفر تارك الصلاة، وإذا
لم يكن صريحاً صار من المتشابهة الذي يجب رده إلى المحكم الدال على
كفر تارك الصلاة.
هذا ما نراه من الجواب على هذه الأدلة، ونرجو الله تعالى أن يوفقنا
جميعاً لما يحب ويرضى ويهدينا الحق والصراط المستقيم.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني عشر -
باب الصلاة.