لا أعرف حال هذا الحديث ، ولا أدري عن صحته ، ولكن المعنى صحيح ، فإن الدعاء لوالديه ، والاستغفار لهما ، والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت ، ولعلَّ الله يخفف عنه بذلك ما سبق من عقوق ، مع التوبة الصادقة ، فعليه أن يتوب إلى الله إذا كان عاقاً لهما ، عليه أن يتوب إلى الله ، ويندم على ما فعل ، ويقلع من ذلك ، ويكثر من التوبة والاستغفار ، والدعاء لهما بالرحمة ، والعفو والمغفرة ، مع الإكثار من الصدقة عنهما ، فإن هذا كله مما شرعه الله - جل وعلا - في حق الولد لوالديه ، ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه سأله سائل : (هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (الصلاة عليهما والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما), هذا كله من برهما بعد الموت ، والصلاة عليهما معناه الاستغفار والدعاء ، الصلاة عليهما ، يعني الدعاء لهما ، ومن ذلك صلاة الجنازة ، والاستغفار لهما ، طلب المغفرة ، يدعو لهم بالمغفرة ، وإنفاذ عهدهما ، يعني وصاياهما ، إذا أوصيا بشيء لا يخالف الشرع ، من برهما أن ينفذ الوصية الموافقة للشرع ، وإكرام صديقهما ، أصدقاء والديه، يكرمهما ويحسن إليهما ، ويراعي حقوق الصداقة بينهم وبين والديه ، كل هذا من بر والديه ، وإذا كان الصديق فقيراً واساه ، وإن كان غير فقير اتصل به للسلام عليه ، والسؤال عليه استصحاباً للصداقة التي بينهم وبين والديه ، إذا كان ذلك الصديق ليس ممن يستحق الهجر ، كذلك صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، كالإحسان إلى أخواله وأعمامه وأقاربه من جهة الأب، ومن جهة الأم ، سوى الأعمام والأخوال ، كل هذا من بر والديه. جزاكم الله خيراً.