حكم من يعامل زوجته معاملة سيئة مع الشتم

السؤال: لدي أبوان وبينهما مشكلة، وهي أن الوالد يسيء معاملة الوالدة، ويشتمها بكل أنواع الشتم وكذلك يشتم أهلها حتى الموتى منهم، ويزداد الشتم إذا نصحته في معاملة الآخرين معاملة حسنة، والطامة الكبرى عندما تنصحه في قضايا الطهارة التي لا تصح العبادة إلا بها وقد تكون عليه جنابة فيغضب ولا يرفعها، ويزداد الغضب، وهو دائماً يتلفظ لها بعبارات الطلاق مثل: "لك رقبتك" وما شابهها من العبارات، وقد وقع أخيراً في هذه العبارة فاعتزلَتْه منذ أسبوع حتى تعرف الحكم في هذا القول، وحالته هي كالتالي: العمر يزيد على سبعين سنة وهو غير متعلم أحكام الشريعة، مع أني دائماً آتيه بأشرطة لعله يسمعها، وهو شديد الغضب مع العجلة في الأمور ويحتاج إلى الرعاية لاسيما رعاية الزوجة؟

الإجابة

الإجابة: إن هذا النوع من الأقوال قطعاً من المعصية، ولا يحل للإنسان تعمده إذا كان عاقلاً تام التصرف، ومع ذلك يجب على أولاده وزوجته بره ونصحه بالتي هي أحسن، والسعي لإصلاحه والدعاء له لعل الله يصلحه.

وإذا شتم الزوجة فتضررت فلها الحق أن ترفع الضرر عن نفسها بالرفع إلى القاضي، ولكن مع ذلك صبرها عليه أفضل لها إن كانت تستطيع الصبر فهو أفضل لها فتصبر عليه.

وبالنسبة للفظ الذي جاء من ألفاظ الطلاق وهو: "رقبتك لك" مثلاً هذا النوع ليس صريحاً في الطلاق، وإنما هو تمليك أي أنه يملكها أمر نفسها فإذا لم تأخذ هي بالطلاق فهذا لا يعتبر طلاقاً لأنه ليس صريحاً من صرائح الطلاق، وإنما هو تمليك والتمليك ما لم تأخذ به لا يحصل الطلاق، ولذلك لا بد من الصبر على مثل هذا النوع، وبالأخص إذا ذُكر أن في عقله شائبة فهو قد تجاوز السبعين وربما كان فيه خرف أو نقص في العقل فلا بد من مراعاة ظروفه والحرص على إصلاحه بالتي هي أحسن، وعلى أولاده أن يبالغوا في بره وإكرامه والسعي لإصلاحه لعل الله تعالى يزيل عنه سوء الخلق، والزوجة لها الحق في أن ترفع الضرر عنها لكن مع ذلك صبرها أفضل لها.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.