بقاء أقارب الميت في العزاء مدة سبعة أيام في مكان العزاء

في بلادنا عندما يموت إنسان يبقى أقارب الميت في العزاء مدة سبعة أيام لا يبرحون مكان العزاء، ويتردد المعارف على مكان العزاء من ثلاثة أيام، تذبح الذبائح طيلة تلك المدة، ماذا عن ذلك؟ جزاكم الله خيراً، ونرجو النصح والتوجيه؟

الإجابة

ليس للعزاء مدة معلومة، بل السنة للمؤمن والمؤمنة التعزية على أي حالٍ كانوا، في الطريق أو في البيت بعد الموت قبل الصلاة وبعدها وقبل الدفن وبعده، وليس لذلك مدة معلومة ، ولا مكان معلوم، بل المؤمن يعزي إخوانه في الله ، والمؤمنة تعزي أخواتها في الله وأقاربها وجيرانها تعزيهم ، وأما كونهم يلزمون البيت سبعة أيام أو ثلاثة أيام هذه لا أصل له، بل يخرجون في حاجتهم ، وفي أعمالهم ، ومن صادفهم في الطريق أو في محل العمل ، أو في البيت عزاهم ، وإذا جلسوا في البيت وقت الجلوس المعتاد وجاءهم إخوانهم وعزوهم فلا بأس. أما أنه يصنعون للناس وليمة ، ويذبحون ذبائح من أجل الميت هذه بدعة من أعمال الجاهلية لا أصل له، يقول جرير بن عبد الله البجلي الصحابي الجليل - رضي الله عنه -: كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن كنا نعده من النياحة. فليس لأهل الميت أن يصنعوا الطعام للناس بسبب الميت، لكن إذا أهدى إليهم جيرانهم أو أقاربهم طعاماً فهذا لا بأس به ، بل هو مستحب أن يهدي الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاماً لأنهم مشغولون بالمصيبة ، فقد فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أهل بيته - عليه الصلاة والسلام- لما جاء خبر موت ابن عمه جعفر بن أبي طالب من الشام ، قال صلى الله عليه وسلم : (اصنعوا لآل جعفرٍ طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم). فإذا صنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاماً فهذا مشروع. وإذا دعا عليه أهل الميت جيرانهم ومن نزل بهم من الضيوف ، وأكلوا فلا بأس، لأنه قد يكون طعاماً كثيراً فيحتاج إلى من يأكله ، فإذا دعوا جيرانهم ، أو بعض أقاربهم للأكل معهم فلا بأس بذلك. وهكذا لو نزل بهم ضيف، لو نزل بأهل الميت ضيف ، وصنعوا له طعاماً فلا حرج في ذلك؛ لأن هذا ليس من أجل الميت ، بل من أجل الضيف - وفق الله الجميع -.