حكم تأخير قضاء الصيام لسنوات عدة

منذ بداية وجوب الصوم علي لم أصم لمدة اثنتي عشرة سنة، لعدم إدراكي وقتها بحكم ترك الصيام، أما بعدها وحتى الآن والحمد لله فأنا مستمرة في الصيام دون انقطاع، فما حكم الإسلام بخصوص هذه الفترة التي لم أصمها، هل مطلوب مني صيامها جميعاً، أم صيام جزء منها معوضاً عن الباقي، أم هنالك ما يُعوض عن تلك الفترة بغير صيام، ووالدتي لها نفس الحالة سوى اختلاف في عدد السنين التي لم تصمها، غير أنها الآن أصبحت كبيرة في السن، وحالتها الصحية لا تسمح بصيام فترة طويلة كهذه؟ أرشدونا بارك الله فيكم.

الإجابة

عليك وعلى أمك أن تصوما ما تركتما من الصيام مع التوبة والاستغفار؛ لأنكما أخطأتما في إضاعة هذا الصوم وتأخيره، فالواجب عليكما جميعاً التوبة إلى الله -سبحانه-، والندم على ما مضى مع الاستغفار وسؤال الله العفو -سبحانه وتعالى-، والعزم الصادق ألا تعودوا لمثل هذا، وعليك أن تقضي الأيام التي تركت مع إطعام مسكين عن كل يوم، نصف صاع من التمر أو الأرز عن كل يوم مع القدرة، فإن كنت فقيرة فلا شيء عليك من الإطعام، ولكن عليك الصيام، لأن الله يقول: وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 185]، وأنت لا مريضة ولا مسافرة، فالوجوب عليك من باب أولى، من باب التساهل، وهكذا أمك عليها أن تقضي الأيام ولو موزعة تقضي أيام وتفطر أيام وهكذا حتى تقضي ما عليها بعد شفائها من المرض. أما إن كانت عاجزة لكبر السن عجزاً لا تستطيع معه صيام رمضان، فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً والحمد لله، أما ما زالت تستطيع الصوم فإنها تصوم، وإذا كان في الوقت الحاضر عندها مرض يؤجل حتى يشفيها الله ثم تصوم مع إطعام مسكين عن كل يوم مثلك سواء بسواء، وهذا الطعام يعطى للفقراء وليس له عدد محصور ولو فقيراً واحداً.