حكم منع البنات من الزواج

نحن أخوات من أهالي منطقة الشرقية, منا الموظفة, ومنا الأستاذة في الجامعة, ومنا الدارسة في الدراسات الجامعية المتقدمة, لنا أب -هداه الله - يرفض جميع من يتقدم لنا, مع العلم بأن المتقدمين منهم المؤهلين، ومنهم ذوي الأخلاق الحميدة, ومنهم ذوي الالتزام بطاعة الله, وأبونا يرفض ذلك بحجج واهية ليس لها من الله سلطان, وهو يقول: بأنه لن يزوجنا إلا إذا كان المتقدم لنا من مديتنا, مع أنه –هداه الله- متزوج من زوجتين من نفس المدينة, فالرجاء من سماحة الشيخ عبد العزيز تقديم النصح لأبينا وإرشاده إلى الحق

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالواجب على جميع الأولياء أن يتقوا الله في مولياتهم، وأن يزوجهن إذا خبطهن الكفء، سواء كان الولي أبا أو جدا أو ولدا أو أخا أو عما أو غير ذلك، الواجب على الولي أن يتقي الله، وأن يبادر بتزويج موليته، سواء كانت بنته أو أخته أو غير ذلك، ولا يجوز له التساهل في هذا، أو التعلل بأشياء لا وجه لها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، وهذا عام للرجال والنساء متى خطبت المرأة وجب تزويجها، إذا خطبها كفء لأن ذلك أحصن لفرجها، وغض لبصرها، وأبعد لها عن الفتنة، سواء كانت مدرسة أو طالبة أو موظفة أو غير ذلك، وسواء كان في حاجة إلى مرتبها أم ليس له حاجة في ذلك، يجب على الأب وعلى غيره أن يتقي الله وأن يراقب الله، وأن يحذر ظلم البنت بتأخير تزويجها، بل متى خطبها كفء سواء كان من بلدها أو من قبيلتها أو من غير بلدها أومن غير قبيلتها، ما دام كفء في دينه، فالواجب تزويجه، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، ولم يقل: من أهلكم أو قبيلتكم أو بلدكم، لا، المهم صلاحه وأخلاقه ودينه، ولا يجوز حبس المرأة لأجل المرتب أو لأجل خدمتها له، أو ما أشبه ذلك، بل يجب أن يزوجها وأن يتقي الله فيها، ويطلب من يقوم بخدمته من سواها من خادم أو زوجة يتزوجها، أما أن يحبس بنته أو أخته من أجل أن تخدمه أو من أجل أن يأخذ راتبها هذا من الظلم، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)، نسأل الله للجميع الهداية.