الإجابة:
الحمد لله
اعلمي أختي السائلة أن من حكمة الله تعالى في عباده أن يبتليهم
بالخير والشر ليعلم من يطيعه سبحانه في كل أحواله ممن يطيعه في حال
دون حال ، قال تعالى:{ الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور} وقال {: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ
فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء/35 ومن أنواع
البلاء أن يبتلي أحد الزوجين بالآخر في سوء العشرة ونحوها لأي سبب كان
، وعليه فإن كان ما تذكرينه صحيحا من أن زوجك قد أصيب بسحر أو حسد قوي
، ولا شك أن السحر والعين لهما تأثير ، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم : ""العين حق )" رواه البخاري
برقم 5408 ، ومسلم برقم 2187 ، فعليك اتباع ما يلي :
أولا : أكثري من ذكر الله والاستغفار ، وسؤال الله تعالى أن يشفي
زوجك ، وأن يعيده لك كما كان ، ولا يرد القضاء إلى الدعاء
. ثانيا : راجعي نفسك وطريقة معاملتك مع زوجك ، فقد تكوني أنت التي
تغيرت عليه وأنت لا تشعرين ، فكوني له خير امرأة وزوجة ، وخير معين
بعد الله تعالى ، وقفي معه في هذه المحنة ، وكوني سنده بعد الله
تعالى
. ثالثاً : لا تذهبي إلى ذلك الذي يزعم أنه رجل دين ، فإن طلبه
لصوركما من مثل أعمال الكهنة والمشعوذين .
رابعاً : لا حرج في أن تذهبي بزوجك إلى أحد المشايخ الموثوقين ،
الذين يعالجون بالقرآن الكريم والأدعية النبوية ، كما إنه يمكنك أن
تقرئي على ماء وتسقي منه زوجك ، وترقيه كل يوم ، وتقرئي سورة البقرة
في البيت سادسا : على افتراض أن ما أصاب زوجك ليس سحرا ولا حسدا ،
فاجلسي معه جلسة مصارحة ، وأخبريه بما تحسين به وتشعرين ، واتفقا على
أن تعودا لبعضكما كما كنتما
. سابعا : يمكنك أن توسطي بعض المصلحين - لاسيما الثقات من الأقارب -
، لبحث هذه المشكلة ، والنظر فيها ، وفي ماهيتها ، وأسبابها ، ومحاولة
علاجها .
وننصحك أخيرا بأن توازني بين حسنات زوجك وسيئاته وألا يغيب عن بالك
ما عنده من صفات حسنة ومن إحسان إليك ، من أجل أن يدعوك ذلك للسعي
لإصلاحه وإعادته إلى طريق الحق والصواب في تدينه وعلاقته بربه أولا ثم
في علاقته معك . يسر الله أمرك ، وأسعد زوجك بطاعته وأسعدك به ، والله
أعلم .