مدلول لا إله إلا الله، وشروطها، ومعناها؟

ما هو مدلول لا إله إلا الله، وما هي شروطها، وما هو معناها؟

الإجابة

لا إله إلا الله، هي أفضل الكلام بعد القرآن، هي أحب الكلام وأفضل الكلام، وهي كلمة الإخلاص، وهي أول شيء دعت إليها الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأول شيء دعا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قال لقومه: (قولوا: لا إله إلا الله تفلحون)، فهي كلمة الإخلاص وكلمة التوحيد. ومعناها لا معبود حق إلا الله، هذا معناها، كما قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[الحج: 62]، وهي نفي وإثبات، لا إله نفي، وإلا الله إثبات، لا إله تنفي جميع المعبودات وجميع الآلهة بغير حق، وإلا الله تثبت العبادة بالحق لله وحده -سبحانه وتعالى-، فهي أصل الدين وأساس الملة، والواجب على جميع المكلفين من جن وإنس أن يأتوا بها رجالاً ونساء، مع إيمانهم بمعناها واعتقاد له، أي الإخلاص بالعبادة لله وحده. وشروطها ثمانية جمعها بعضهم في بيتين فقال: علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها فالذي يعلم هذه الأمور فالحمد لله، وإلا يكفي معناها، وإن لم يعلم هذه الشروط، إذا أتى بمعناها وعبد الله بالحق وخص له العبادة، وترك عبادة ما سواه، واستقام على دين الله كفى، وإن لم يعرف الشروط، والشروط واضحة. علم: يعني أن تعرف معناها، وأن معناها لا معبود بحق إلا الله. يقين يعني أن تكون موقناً بذلك بلا شك، أي يقين أنه لا معبود بحق إلا الله. وإخلاص لا بد من إخلاص العبادة لله وحده، صلاتك صومك صدقاتك كلها لله وحده. مع المحبة لا بد من محبتك لله تحب الله المحبة الصادقة، تحب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لا بد من محبة الله -جل وعلا-، وهكذا الصدق لا بد أن تكون صادقاً في ذلك، بخلاف المنافقين يكذبون، أما أنت تقولها صادقاً أنه لا معبود حق إلا الله. وانقياد تنقاد لما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وأداء الشرائع التي شرعها الله لك، من الأوامر وترك النواهي عن محبة وانقياد، وهكذا القبول: تقبل ما جاء به الشرع ولا ترده، تقبل ما دلت عليه من العبادة والتوحيد والإخلاص ولا ترد. ولا بد من الكفران بما يعبد من دون الله كما قال -سبحانه-: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[البقرة: 256]، والمعنى أنك تبرأ من ......، تبرأ منها، تعتقد بطلانها، تؤمن بأن الله هو المعبود بالحق، وأن ما عبده الناس من دون الله باطل، وتكفر به وتبرأ منه، هذه معنى الشروط الثمانية: علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد ألها فإذا عرفها طالب العلم طبقها، والذي لا يعرفها يكفيه المعنى، إذا أتى بهذه الكلمة مع الإيمان والإخلاص لله ويقين وصدق في ذلك، وتبرأ من عبادة غير الله، ونقاد للشرع فقد أتى بالمقصود، مع محبة الله -سبحانه وتعالى-، ومحبة دينه. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الأخوة المستمعين .....