مكبرات الصوت وفتوى الشيخ العثيمين

السؤال: اطلعت على فتوى لكم في موقع المشكاة تناقض فتوى الشيخ محمد العثيمين، بأنه لا ينبغي استعمال مكبرات الصوت خارج المسجد في الصلاة؟ فأرجو التوضيح.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى من خيرة أهل العلم المعاصرين، وظننا به -والله حسيبه- أنه ممن جمع الله لهم بين سعة العلم وصلاح العمل، وقد بذل جهده جزاه الله خيراً في نفع الناس حتى ملأ الأرض علماً، واشتهرت كتبه ومؤلفاته، وكتب الله لها القبول بين الناس، فأسأل الله أن يجزيه خير ما جزى عالماً عن أمته وتلاميذه، وأن ينور عليه ضريحه، وأن يفسح له فيه مد بصره، وما أنا إلا واحد من كثيرين قد استفادوا من علم الشيخ في كتبه وأشرطته وفتاواه وما ينبغي أن يقارن قولي بقوله، وما حالي معه إلا كما قال القائل:
وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَن *** لم يستطع صولة البُزْل القناعيس
وأما سؤالك عن الفتوى: فلو تأملت فيما قلت لما وجدت كبير خلاف بين كلام الشيخ وكلامي باعتبار الضوابط التي ذكرتها في جوابي على سؤال من سأل، وإني أعيدها ها هنا فتأملها بارك الله فيك، وهذا نصها بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه:

.. فإن استعمال مكبر الصوت في الصلاة الجهرية جائز لما في ذلك من المصالح العظيمة كتذكير الناس بالصلاة وإسماعهم تلاوة القرآن في زمن كثر فيه التشويش واللغو وقلَّ فيه من يذكر بالله عز وجل؛ شريطة ألا يؤدي ذلك إلى أذية أهل المساجد الأخرى، واختلاط أصوات الأئمة على المأمومين بما يذهب معه الخشوع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة" (رواه أحمد).أ.ه.

وإنني أزيدك هنا بأن الشيخ رحمه الله تعالى كما يظهر من جوابه يستصحب واقع السعودية حيث تغلق الأسواق وأماكن اللهو ساعة الصلاة، كما أن المساجد كثيرة ومتقاربة، وهذا كله قد لا يكون مطابقاً لما عليه الواقع في السودان مثلاً، وعليه فليس الاختلاف اختلاف حجة وبرهان، بل اختلاف زمان ومكان، والعلم عند الله تعالى.



نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.